سفير قطر: نتطلع لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع تركيا

 

أكد سفير قطر لدى أنقرة سالم بن مبارك آل شافي أن بلاده تتطلع الى توطيد العلاقات الاقتصادية مع تركيا، معتبرا استثمارات بلاده في تركيا "ما تزال دون المأمول" رغم حجمها الكبير.

وقال آل شافي، في مقابلة مع صحيفة "حريت" التركية، إن قطر ستواصل ضخ استثماراتها في تركيا، معتبرا أن تلك الاستثمارات "تعد انعكاسا وامتدادا طبيعيا للعلاقات المميزة بين الجانبين".

وأضاف: "هناك العديد من القطاعات الواعدة في تركيا، التي نرغب بلا شك في الاستثمار بها أو توسيع نطاق استثماراتنا بها، على غرار العقارات والإنشاءات، والسياحة والنسيج، والأغذية والزراعة، والثروة الحيوانية، والصناعة، وقطاع الصحة".

واعتبر أنه "رغم الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات السياسية بين الجانبين وحجم الاستثمارات الكبير في تركيا، إلا أنها ما تزال دون المأمول فيما يتعلق بنسبتها إلى الاستثمارات الخارجية لدولة قطر".

ولفت إلى أن "استثمارات جهاز قطر للاستثمار على مستوى العالم تزيد عن 400 مليار دولار". فيما تُقدر قيمة الاستثمارات القطرية في تركيا بنحو 22 مليار دولار.

وتابع آل شافي: "ما يزال مستوى علاقاتنا الاقتصادية والتجارية منخفضا مقارنة بالمستوى الذي بلغته العلاقات السياسية بين البلدين، ونتطلع إلى توطيد العلاقات الاقتصادية وتعزيزها بما يخدم البلدين وينعكس على شعبيهما بالنفع والفائدة".

وأشاد السفير القطري بأجواء الاستثمار في تركيا، معتبرا أنها "تتوفر فيها جميع المكونات لجذب المستثمرين إليها".

وشدد على أن علاقة بلاده مع تركيا "استثنائية، دائمة وباقية، وليست لحظية ولا آنية، وقد أصبحت مثلاً يُحتذى به في العلاقات المبنية على أسس صلبة من الجانبين".

وأضاف: "نحن لا ننسى وقفة تركيا التاريخية إلى جانبنا أثناء الحصار الجائر، لا ننسى دعمها لدولة قطر ونصرتها للحق والعدالة بالرغم من كل شيء".

وأكد آل شافي أيضا أن "قطر لم تتوان يوما عن مساندة تركيا، ومد يد العون لها في الاستحقاقات الكبرى التي تخوضها".

وقال إن "التقارب والتعاون بين البلدين لا يقتصر على الجوانب الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والدفاعية، بل إنه يظهر جليا في الشارعين القطري والتركي؛ حيث نلمس المشاعر الأخوية الصادقة بين الشعبين واللهفة الحقيقية وغيرة كل منهما على مصالح الآخر ."

وأوضح في هذا الخصوص: "في الآونة الأخيرة على سبيل المثال، انتشرت دعوات لمقاطعة المنتجات التركية في بعض الدول، وعلى إثر ذلك هبت متاجر المواد الغذائية في دولة قطر لنصرة المنتجات التركية، وقامت بمبادرات عفوية على المستوى الشعبي لدعم المنتجات التركية في قطر والترويج لها".

** تركيا بلد محوري بالمنطقة

وفي معرض إجابته على سؤال بشأن من يعلق على استثمارات القطريين المتزايدة في تركيا بعبارة "يقومون بشراء تركيا"، قال السفير آل شافي: "أتمنى من مطلقي هذه الادعاءات أن يبحثوا قليلا قبل إطلاق مثل هذه العبارات؛ لأنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية تجاه الشباب التركي الذين يتم التأثير عليهم وتضليلهم بمثل هذه الادعاءات".

وأضاف: "الحقيقة أنني لا أجد هذه العبارات تليق ببلد كبير وعظيم مثل تركيا، بلد تمكن من الوقوف بصلابة برغم جميع العواصف التي تهب عليه من مختلف الجهات، والدفاع عن مبادئه وحقوقه، فكيف يمكن لأحد أن يقوم بشرائه؟".

وأكد أن "تركيا بلد محوري في المنطقة، وطبيعته وتركيبته تجذب الاستثمارات الدولية بشكل كبير".

وتابع: "هولندا تتصدر الاستثمارات المباشرة في تركيا خلال الآونة الأخيرة، وتليها في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، وتعلمون أن الايرانيين والعراقيين من أكثر المستثمرين في قطاع العقارات، لكن أحدا لم يقل شيئا عن ذلك! ولا ينبغي أن يُقال."

واعتبر أن مثل هذه الاسثمارات "تُعد مؤشرات على ثقة المستثمر الأجنبي بتركيا وترجيحها على أي خيارات أخرى"، متسائلا باستنكار: "لماذا إذن يتجه الأمر للتخوين عندما يتعلق الأمر بدولة قطر؟".

وقال آل شافي: "ملتزمون أخلاقيا بدعم الاقتصاد التركي، وفي الوقت الذي قامت فيه العديد من الدول بسحب استثماراتها من تركيا لدوافع سياسية، ظلت قطر ملتزمة بالاستثمار في تركيا؛ لأننا لا نتخلى عن أصدقائنا أبدا، ولأننا نثق بالاقتصاد التركي، ونعلم الامكانيات الهائلة التي ينطوي عليها".

وتُعد تركيا وقطر شريكين استراتيجيين يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وشهدت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة بكافة المجالات.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات