منتدى قطر الاقتصادي يناقش مستقبل الاقتصاد والاستثمار

ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي النسخة الخامسة، والذي يعقد في العاصمة القطرية، الدوحة، في الفترة من 20 إلى 22 مايو، تحت شعار "الطريق إلى 2030: تحوُّل الاقتصاد العالمي"، ناقش وزراء المالية والاقتصاد مستقبل الاقتصاد العالمي، وأبرز التحديات الاقتصادية العالمية، والفرص الاستثمارية المتاحة، وسبل التكيف مع التقلبات الراهنة، في ضوء الرؤى الاقتصادية لكل دولة.

وأكد المشاركون أن المرونة الاقتصادية وتبني سياسات مخصصة لكل دولة هو السبيل الأمثل لتحويل التحديات إلى فرص، وتعزيز الاستقرار والنمو المستدام على المدى الطويل.

وخلال الجلسة، أشار علي بن أحمد الكواري، وزير المالية القطري، إلى أهمية زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة للمنطقة، واصفًا إياها بأنها "رسالة قوية تعكس أهمية المنطقة على المستويات الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية". وشدد على أن الشراكة بين قطر والولايات المتحدة تشهد نموًا ملحوظًا، مؤكدًا أن "الأرقام المتداولة تعكس طبيعة هذه العلاقة".

وأوضح الكواري أن الشراكة الاقتصادية بين الدوحة وواشنطن تمثل إطارًا طويل الأمد، وتقدر بحوالي 1.2 تريليون دولار، ما يعكس عمق التعاون بين الشركات الأميركية العاملة في السوق القطرية، واستمرار جهاز قطر للاستثمار في ضخ استثمارات ضخمة داخل السوق الأميركية، التي وصفها بأنها "ذات عوائد جيدة ومتوافقة مع استراتيجيات الاستثمار القطرية".

وأضاف أن الولايات المتحدة تحتل موقع الشريك التجاري الأكبر لقطر، وتحافظ على فائض تجاري معها منذ سنوات، مشددًا على أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين قائمة على مبدأ "رابح-رابح"، في ظل تزايد نشاط الشركات الأميركية في قطر، واستمرار العلاقات التجارية المستقرة.

 شراكات استراتيجية
وفي سياق متصل، أشار الوزير القطري إلى أن صفقة الطائرات التي أبرمتها قطر مع شركة بوينغ تأتي ضمن خطط تجديد أسطول الخطوط الجوية القطرية، وتم تمويلها من خلال رأس المال الخاص وخطط الاستثمار المعتمدة.

وتعد الصفقة الأكبر في تاريخ الشركة الأميركية، إذ تشمل ما يصل إلى 210 طائرات بقيمة 96 مليار دولار، وفقًا لما أعلنه البيت الأبيض في حينه.

واختتم الكواري كلمته بالتأكيد على أن الشراكة بين قطر والولايات المتحدة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات الدفاع والاستثمار الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن الاستثمارات القطرية في أمريكا تمثل ركيزة رئيسية في استراتيجية جهاز قطر للاستثمار، وتسهم في تحقيق عوائد قوية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

سوريا وإعادة الإعمار

وحول الملف السوري، أوضح الكواري أن "سوريا دولة محورية في استقرار المنطقة وازدهارها"، مشيرًا إلى أن هناك "فرصة حقيقية اليوم لدعم استقرارها ونموها الاقتصادي، خاصة في ظل جهود إعادة بناء الدولة من الصفر". وأكد أن قطر مستعدة للمساهمة في إعادة الإعمار، لا سيما في مجالات الطاقة، والمياه، والبنية التحتية، بما يعزز من فرص النهوض الاقتصادي لسوريا.

استثمارات واعدة 
وحول مستقبل الودائع القطرية في مصر، وإمكانية تحويلها إلى استثمارات مباشرة، كشف الوزير القطري أن هناك حزمة استثمارية جديدة تم الإعلان عنها قبل أسبوعين.

وقال الكواري: "نرى في مصر فرصة استثمارية واعدة، سواء عبر تحويل الودائع الحالية أو ضخ استثمارات جديدة"، موضحًا أن هذا الخيار لا يزال قيد الدراسة، ولكنه "مطروح بقوة ضمن التوجهات الاستثمارية القطرية".

وأضاف أن قطاعات مثل العقارات والسياحة والتصنيع في مصر تتمتع بإمكانات نمو كبيرة، مشددًا على أن "أي استثمار قطري يتم وفق أسس تجارية بحتة، مع ضمان تحقيق عوائد اقتصادية مجدية"، مؤكدًا أن مصر تظل سوقًا استثمارية ذات آفاق مستقبلية قوية.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات