كورونا والأزمة الاقتصادية.. ضربات موجعة للرياضة في لبنان

كورونا والأزمة الاقتصادية.. ضربات موجعة للرياضة في لبنان 

- أُرغمت الأندية والاتحادات على تعديل برامجها في ما يتعلق بالبطولات - بات مصير عدد من الأحداث الرياضية على المِحَك - اتجه عدد كبير من الرياضيين اللبنانيين للاحتراف في الخارج

تلقت الرياضة اللبنانية ضربات موجعة مع تأزم الوضع الاقتصادي، لا سيما وأنه أتى في خضم تفشي جائحة كورونا، ما أدى إلى فرض واقع جديد على الأندية والاتحادات.

وأُرغمت الأندية والاتحادات، على تعديل برامجها واستراتيجياتها في ما يتعلق بالبطولات والمباريات، نتيجة التعبئة العامة والإغلاق بسبب إصابات كورونا المرتفعة، وكذلك انفجار مرفأ بيروت.

أمّا الجانب الأكثر قساوة، فكانت الخسائر المالية التي مُنيَت بها مع انهيار العملة المحلية (الليرة) أمام الدولار، والقيود التي فرضتها المصارف، ما جعلها تعيد حساباتها من جديد، لجهة استقدام اللاعبين الأجانب.

أمام هذا الواقع، بات مصير عدد من الأحداث الرياضية على المِحَك وأصبحت مهددة بشكل فعلي في الوقت الراهن والمستقبل.

في الإطار، اتجه عدد كبير من الرياضيين اللبنانيين للاحتراف في الخارج، وأبرزهم المدربان في كرة السلة غسان سركيس (عاد مؤخرا إلى لبنان) وفؤاد أبو شقرا، وعدد من اللاعبين بينهم علي حيدر، ووائل عرقجي.

أما في كرة القدم، فإن أكثر من لاعب اتجهوا للاحتراف في الخارج، أبرزهم أحمد زريق، صوني سعد، محمد قدوح، وأبو بكر المل.

** تأثير سلبي

تعليقا على ذلك، رأى عضو الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، إبراهيم الدسوقي، أن "الرياضة في لبنان هي رياضة هاوية ولا تقوم على استثمارات واسعة، كما أنها قائمة على المبادرات الخاصة ولاسيما وأن الدولة لا تنفق مبالغ ضخمة عليها قبل الأزمة المالية".

ولفت الدسوقي الذي كان يتحدث للأناضول أن "ما أثر بشكل مباشر على الرياضة هي القيود التي وضعتها المصارف، نتج عنه توقف الإنفاق على القطاع".

وزاد: "مع الأزمة المالية بات هناك استحالة استقدام لاعبين محترفين أجانب، لخوض البطولات الدولية في الألعاب المحترفة".

ولدى استفسار الأناضول عن قيمة الإنفاق السنوي لكرة القدم، أجاب: "لا يوجد رقم دقيق، ولكن قبل الأزمة نقدر الإنفاق بأكثر من 10 ملايين دولار في مختلف الدرجات، سنويا.. وكرة السلة بحدود 15 مليون دولار".

وحول الدور الذي تقوم به وزارة الرياضة والشباب حاليا، أوضح: "في الظروف العادية لم يكن القطاع الرياضي أولوية.. في الفترة السابقة كان العجز المالي صفة موازنة الدولة والمخصصات الرياضية".

** اقتطاع رواتب

في السياق، كشف رئيس نادي بيروت لكرة السلة، نديم حكيم، أن "الأزمة منعتنا من استقدام أي لاعب أجنبي، لجهة أننا عاجزون عن تسديد الرواتب خاصة وأن العقود تتم بالدولار الأمريكي".

ولم ينف حكيم للأناضول تأثر الأداء الرياضي واللاعبين في ظل الأزمة: "صحيح أن المنافسة ليست كما كانت في السابق مع غياب الأجانب عن اللعبة، لكن ذلك سينعكس إيجابا على اللاعب اللبناني الذي سيبرز أكثر".

وعن تقييم الخسائر: "من الصعب تأمين تغطية تكاليف النادي الرياضي، المداخيل محدودة ومصدرها حقوق النقل التلفزيوني فقط".

وأكد تنفيذ اقتطاع في رواتب اللاعبين: "الرواتب لم تعد بالدولار بل أصبحت بالعملة المحلية، وهذا ينطبق على اللاعبين والجهاز الفني.. نعيش كل يوم بيومه في هذا القطاع لكي نستمر.. لن نسمح بموت كرة السلة".

** الإفراج عن المساهمات المالية

بدوره، قال المستشار الفني في وزارة الشباب والرياضة، حسن شرارة، إن "الوضع ما قبل الأزمة كان صعبا، خصوصا وأن التمويل كان ضعيفا مع انسحاب رجال الأعمال من الرياضة".

وأبلغ شرارة مراسل الأناضول: "اليوم أندية كرة القدم في لبنان تعتاش على المساعدات التي قدمها لها الاتحاد الدولي لكرة القدم، والمبلغ يقسم على أندية الدرجة الأولى والثانية وهو تقريبا مليون دولار".

وفي يونيو/حزيران الفائت، خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم مبلغ 1.5 مليار دولار من أجل مساعدة الاتحادات الأعضاء حول العالم التي تأثرت بتداعيات كورونا.

وعن سبب غياب الوزارة والدعم، شرح شرارة: "صراحة، ليس من واجب الدولة أن تدعم الأندية، ولكن واجبها الأساسي أن تدعم الاتحادات الرياضية والمنتخبات الوطنية".

"قرار وقف المساعدات المالية من الوزارة للقطاع الرياضي، لم يكن من الوزارة وإنما من مجلس الوزراء، الذي سبق وأن أصدر منذ عامين قرارا بوقف كل المساهمات المالية حتى إشعار آخر".

 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات