شباب صوماليون يواجهون أزمة البطالة بـ"الصيد البحري"
- مركز الأخبـار- AA
- الجمعة , 23 أبريل 2021 13:10 م بتوقيت جرينتش
- AA
شباب صوماليون يواجهون أزمة البطالة بـ"الصيد البحري"
- التدريب عبى الصيد يمكن الشباب من الدخول في سوق العمل - إناث يتدربن على بعض المهن المرتبطة بالصيد - 85 بالمئة من الشباب في البلاد يعانون من البطالة الحادة
في محاولة لكبح جماح البطالة، أطلقت بلدية مقديشو بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مشروع إكساب الشباب الصوماليين مهارات حرفة الصيد، للعمل على تشجيع هذه الفئة وانخراطها في سوق العمل.
يعمل القائمون على المشروع، في توفير دروس نظرية وأخرى تطبيقية للشباب العاطلين عن العمل في الصيد البحري، من خلال مدربين محترفين في هذه المهنة، قبل شروعهم في ركوب القوارب والإبحار بها طلبا للزرق.
تزداد مستويات البطالة في البلاد يوما بعد الآخر، نتيجة تراكم الأزمات والفوضى منذ انهيار الحكومة المركزية 1991، لتثقل كاهل فئة الشباب التي تشكل نسبة 75 بالمئة من المجتمع الصومالي، البالغ تعداده 12.5 مليون نسمة تقريبا، بحسب بيانات حكومية.
وبحسب بيانات البنك الدولي، تبلغ نسب البطالة في عموم البلاد 13.10 بالمئة حتى نهاية العام الماضي، صعودا من 12.8 بالمئة في 2019،
** تقليص نسب البطالة
يهدف المشروع، إلى تأهيل 50 شابا وشابة قدموا من مختلف أحياء العاصمة مقديشو، لتعليمهم مهارات متعددة لحرفة الصيد، منها السباحة، وصناعة الشباك، وصيانة القوارب، إلى جانب مهارات تخزين الأسماك، ونظافة أماكن بيعها.
يقول عبد الكافي محمود رئيس اتحاد الشباب لبلدية مقديشو للأناضول، إن المشروع هادف وفرصة عمل مستقبلية بالنسبة لفئة الشباب، مشيرا إلى أنه سيساهم في تقليص نسب البطالة.
وأضاف عبد الكافي أن المشروع سيستمر، وسيمكن الشباب من الدخول في سوق العمل، مما يساهم في عجلة الاقتصاد في البلاد، وسط توقعات بجذب أزيد من 1000 فرد خلال 2021.
وبحسب المشرفين على المشروع، فإن أكثر من نصف الشباب يعانون من البطالة الحادة، بينما هناك نسبة أخرى يعملون في مهن بغير تخصصاتهم.
** مهارات عمل جديدة
في قاعة تابعة لبلدية مقديشو والمطلة على ساحل ليدو، يعمل شبان وشابات بجد لتعلم مهارات الصيد، من خلال مدربين مهرة يشرفون على تدريب هؤلاء الشباب عبر دروس متنوعة.
ويشرع المتدربون في تطبيق ما تلقوا من دروس نظرية خلال أربع ساعات متتالية تمثلت في حياكة شباك، وصيانة القوارب، إلى جانب السباحة، وسبل صيد الأسماك.
يقول المدرب نور محمد حسين للأناضول" "قدمنا لهؤلاء الطلاب دروسا متنوعة تؤهلهم إلى تعلم مهنة الصيد، كما تم تدريبهم في جميع متطلبات هذه المهنة، تفاديا لأية مخاطر قد تواجههم خلال مزاولتها".
وأضاف المدرب أن حياكة الشباك من أهم المتطلبات، "حيث يتفنن المتدربون صناعة الشباك وصيانتها بعناية فائقة".
يتناوب المدربون في الدورة التدريبية، على مدار عدة ساعات يوميا سعيا لتأهيل الطلاب وتعزيز قدراتهم حتى يتمكنوا من الصيد عما قد يجود به البحر.
** التدرب بالقوارب
في ساحل عربو (شرق)، يعرض الطلاب مهارات السباحة والصيد في قوارب بسيطة، يبحرون بها إلى مسافات بعيدة ليمارسوا جميع التجارب والمخاطر التي قد تواجههم في عرض البحر.
يقول المتدرب سلمان إسماعيل للأناضول: "تعلمنا الكثير ونمر بالمراحل الأخيرة من التدريب، ونبحر في هذه القوارب لتطبيق ما درسناه خاصة السباحة والصيد برفقة المدربين".
وأضاف: "إنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا، ونسعى من خلالها طي سنوات من البطالة التي أقعدتنا كثيرا، ونبدأ مرحلة جديدة في سوق العمل لننتفع بها، ونساعد غيرنا من خلال المهنة".
** مهمة نسوية
وعلى الرغم من أن جميع المهارات التي لها علاقة بمهنة الصيد مطلوبة لدى الطلاب، إلا أن هناك مهارات خاصة للنساء كحياكة الشباك وطريقة تخزين الأسماك ونظافة أماكن بيعه.
في غضون ساعات، تمكنت هني عبدي وزميلاتها من صناعة شباك للصيد طولها 10 أمتار، وهو مجهود يعكس مدى جديتهن في الانخراط بالمهنة.
تقول صفية عبدي للأناضول، إنها وكغيرها من المتدربات، يسعين لكسر حكر الرجال على المهنة، فظروف البطالة، والوضع المعيشي في البلاد تدفع النساء لمزاحمة الرجال في كل المهن.
تعد مهنة الصيد في الصومال من المهن الخالية من المساهمات النسوية، نظرا لصعوبة ممارستها إلى جانب الثقافة الرجولية السائدة في المجتمع المحلي.
وثمة تحديات تنتظر أصحاب مهنة الصيد، منها خطورة الممارسة في عرض البحر بعد هجرة الأسماك والقرش من السواحل القريبة بفعل البوارج الأجنبية التي تمارس الصيد الجائر وبأدوات حديثة.
لا يوجد تعليقات