منتدى قطر الاقتصادي برؤية تُعيد تصّور العالم 

انطلق منتدى قطر الاقتصادي،الإثنين، ليصل إلى يومه الثالث والأخير، الأربعاء، والذي يحمل شعار" إعادة تصوّر العالم"، بالتعاون مع "بلومبيرغ"، وبمشاركة عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات.

ويشارك في المنتدى الذي يُعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، 100 متحدث ويستضيف أكثر من 2000 شخصية من قادة الرأي وصناع القرار في مجالات الاقتصاد والتمويل والاستثمار حول العالم، واتفق المشاركون على أن السبيل الوحيد للنهوض بالاقتصاد العالمي والتغلب على الوضع الذي فرضته جائحة كورونا، هو التكاتف والتعاون بين دول العالم الغنية والفقيرة.

وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، أن منتدى قطر الاقتصادي يعد انطلاقة لسلسلة من المنتديات التي تهدف إلى إثراء الحوار حول الاقتصاد العالمي والانتقال إلى مرحلة ما بعد الجائحة، مؤكدًا عن ثقته بأن المنتدى سيشكل إضافة نوعية للجهود المشتركة بين الدول والمجتمعات والتعاون لمواجهة كافة التحديات وبناء مستقبل أفضل للشعوب.

وأوضح الأمير أن بلاده استعدت للمرحلة القادمة بالسعي لانتهاج سياسة اقتصادية متوازنة، مؤكدًا مواصلة توسعة مشروع الغاز في حقل الشمال والعمل على زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% وذلك بحلول عام 2026 والذي ستستخدم عائداته لتعزيز الاستثمارات لصالح الأجيال القادمة، لافتا إلى أن الدولة تدعم القطاعات غير النفطية والتي تجاوزت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي 61% بالأسعار الثابتة عام 2020.

وصرح وزير التجارة والصناعة، علي بن أحمد الكواري، والقائم بأعمال وزير المالية في قطر، أن المنتدى يركز على 3 أهداف رئيسية وهي "جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم القطاع الخاص، وتحسين مناخ الأعمال".

وقال: "نعلم أن النفط سيكون أمام تحديات كبرى خلال السنوات المقبلة، لهذا نركز أكثر على الطاقات النظيفة والاستثمار فيها"، مضيفًا أن قطر تسن العديد من القوانين التي تدعم القطاع الخاص ليتحرر من التبعية للقطاع الحكومي، وذلك لجلب الاستثمارات الأجنبية وتحسين مناخ الأعمال، مؤكدا نجاح قطر في استقطاب العديد من الاستثمارات.

وعبر الوزيرالوزير القطري عن الوضع المالي لبلاده بأنه "ممتاز وقوي"، آملاً أن يقود وضع بلاده الاقتصادي خلال السنوات القادمة إلى ارتفاع الناتج الداخلي الخام، الأمر الذي سيمكن البلاد من الاستثمار بصورة أكثر ويقوي وضعها المالي والاقتصادي.

وأشار الوزير الكواري إلى سياسة الدولة في تحسين بيئة الأعمال، موضحًا السياسات التي تنتهجها قطر في ما يتعلق بأسواق الاستثمار وحماية العاملين وتنافسية التجارة في إطار رؤية 2030.

وأكد على اهتمام قطر بالتعددية الاقتصادية وتحسين مناخ الاستثماروذلك بإجراء إصلاحات وتغييرات "بما يراعي مصالح العمال وقطاع الأعمال ولوضع أكثر مرونة واستقطاب أكبر عدد من الشركات في مختلف المجالات.

فيما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رضاه  بالنمو المرتفع الذي حققه اقتصاد بلاده خلال العام الحالي، وذلك بعد عام من المعاناة بسبب جائحة كورونا، والتي أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمي ليتراجع بنسبة 3.5% والتجارة العالمية بنسبة 10%"، مضيفا أن الديون العالمية وصلت إلى 282 تريليون دولار.

وأكد أردوغان على ثقته في إمكانية التعافي الاقتصادي، وتوقع أن يحقق الاقتصاد التركي نسبة نمو تصل إلى 5.7% العام الحالي، و3.4% العام المقبل، موضحًا إنها تعد أفضل الأرقام في دول منظمة التعاون الاقتصادي.

وأوضح الرئيس التركي على أن بلاده حافظت على سلاسل الإمداد العالمية بشكل سلس، حيث بلغت الصادرات التركية رقما قياسيا وصل إلى 200 مليار دولار، مؤكدًا على أن الجهد والتعاون العالمي هو السبيل لتجاوز أزمة كورونا.

كما أكد أردوغان على أن "فيروس العنصرية " هو الأخطر من "كورونا"، محذرًا من الانتشار الكبير لخطاب الكراهية ضد المسلمين في العديد من الدول الغربية، والذي تزامن معه ازدياد الهجمات على المساجد، مشيرًا إلى أنه يجب مواجهة هذه الظاهرة بكل جدية بسبب آثارها المدمرة والخطيرة.

وقالت نغوزي أوكونجو إيويالا، مديرة منظمة التجارة العالمية، إن فيروس "كورونا" شكل مرحلة فاصلة لإعادة الحديث عن دور المنظمة، حيث أثرت الجائحة على فكرة انتشار الليبرالية في العالم خلال السنوات الماضية، والخط الصاعد للعولمة والإقبال عليها، موضحة أن هناك حاجة لإعادة دمج أطراف أخرى عبر العالم وإحياء عملية التجارة الدولية من جديد.

من جهته أشار بيتر ماندلسون، رئيس مركز الاستشارات الإستراتيجية "غلوبال كاونسل"، إلى تجربة بريطانيا في التجارة العالمية، موضحًا أنه بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي عادت بريطانيا لإبرام اتفاقيات تجارة حرة مع عشرات الدول.

وأشار إلى فكرة إعادة بريطانيا في مواجهة القوى الصاعدة، خصوصا الصين وروسيا، مؤكدًا أن الحل الأمثل لبريطانيا والدول الأوروبية هو إعادة التوازن لعلاقاتهم مع الصين، وترتيب العلاقة معها بدلا من مواجهتها، وقال:" إذا نجحت شراكة بلاده مع الصين سوف تحقق نتائج أفضل من المواجهة والعقوبات التي تسعى لها الولايات المتحدة.

وتطرق ماندلسون إلى الحديث عن دول العالم وما يتعلق بتجربة الإمدادات العالمية خلال فترة جائحة كورونا، مضيفًا إنه "يجب ألا يرهن الاقصاد إلى مصدر أو جهة بعينها، بل من الضروري توزيع مصادر الإنتاج لتجنب أي أزمات مشابهة مستقبلا".

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات