كيف أصابت كورونا أسعار النفط مجددا؟

يبدأ، الأربعاء، اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة خفض إنتاج النفط ضمن تحالف "أوبك +"، في وقت أكثر ضبابية من سابقه الذي عقد في يوليو/ تموز الماضي.

سبب هذه الضبابية، الارتفاع المتسارع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا عالميا، خاصة في أسواق رئيسة مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، كبار مستهلكي الخام.

حاليا، يبلغ إجمالي خفض الإنتاج الذي بدأ مطلع مايو/ أيار 2020، نحو 5.4 ملايين برميل يوميا، يتم حجبها عن السوق، مقارنة بـ9.7 ملايين برميل يوميا، بداية تنفيذ الاتفاق.

** تحديات

وبينما وضع التحالف هدفا بتخفيف الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل إضافية يوميا، في كل شهر وصولا إلى صفر برميل من خفض الإنتاج في سبتمبر/ أيلول 2022، إلا أن هذا الهدف يواجه بعض التحديات.

يعد كورونا، الهدف الرئيس الذي قد يصعب تنفيذ تخفيف قيود الإنتاج اعتبارا من مطلع الشهر المقبل بمقدار 400 ألف برميل يوميا، والذي في حال الإقدام عليه قد يشكل مخاطرة كبيرة.

هذه المخاطرة، تتمثل في استمرار تزايد الإصابات بكورونا، وإعادة فرض قيود من شأنها تقليل الطلب العالمي على الخام، ما يعني ظهور تخمة في المعروض النفطي، ومن ثم تراجع الأسعار.

حتى مطلع الشهر الماضي، قالت بنوك استثمار مثل "جولدمان ساكس" إن الطلب على النفط سيرتفع بشكل لافت اعتبارا من الربع الأخير 2021، لكن حينها لم تكن الإصابات بالفيروس تسجل الأرقام الحالية المرتفعة.

** فعالية اللقاح

وما يزيد من فرضية زيادة أعداد الإصابات بالفيروس، فعالية اللقاح التي تتراجع بعد مرور 6-8 شهور على جرعتي التطعيم، ما يرفع خطر الإصابة بكورونا مجددا.

وبدأت الاقتصادات المتقدمة منذ مطلع العام الجاري تطعيم مواطنيها، وقاية من الفيروس، على أن تبدأ فعالية اللقاح بالتراجع مع نهاية الربع الثالث الحالي، ما لم تنفذ هذه الاقتصادات، تقديم جرعة ثالثة داعمة.

وفعلا، بدأت دول مثل إسرائيل تقديم جرعة ثالثة، ووافقت الولايات المتحدة على هذه الخطوة، لتحقيق مناعة أكبر لدى مواطنيها، لكن ذلك قد لا يكون حلا مقبولا لدى اقتصادات أخرى.

لذلك، فإن تراجع فعالية اللقاح، كما حصل في إسرائيل منذ نهاية الشهر الماضي التي سجلت أكثر من 8000 آلاف إصابة يوميا، قد يزيد أعداد الإصابات خلال الربع الأخير، وبالتالي إعادة فرض قيود ستخفض الطلب على النفط.

خلال الأسبوع الماضي، فقدت أسعار نفط برنت نحو 9 دولارات للبرميل مقارنة بما كانت عليه قبل شهر، نتيجة إذكاء المخاوف من موجة رابعة بدأت تحصل فعلا في عديد الدول.

وهذا يعني أن الفيروس لا يزال هو المتحكم الأبرز في الأسعار عالميا.

** ثقل أمريكي

لكن ما قد يؤثر على قرارات "أوبك+"، الأربعاء، ودفعها لتخفيف قيود الإنتاج، دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا، إلى ضخ مزيد من الخام في الأسواق لخفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة.

وللولايات المتحدة، كلمة عليا في سوق النفط العالمي، فهي أكبر مستهلك للخام بمتوسط يومي 16.7 مليون برميل في هذه الظروف، وأكبر منتج عالمي للنفط بمتوسط 12 مليون برميل يوميا.

لذلك، قد يرضخ التحالف لتخفيف قيود الإنتاج تنفيذا للطلب الأمريكي، حتى وإن كانت ظروف السوق لا تسمح بذلك، بسبب استمرار تفشي الفيروس.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات