خبير طاقة: موسكو تعتمد بدرجة كبيرة على أوروبا في صادرات الغاز (مقابلة)

خبير طاقة: موسكو تعتمد بدرجة كبيرة على أوروبا في صادرات الغاز (مقابلة)
روسيا معتمدة اعتماداً كبيراً على الأسواق العالمية في صادرات البترول والغاز الطبيعي وخاصة الأسواق الأوروبية وهذا الوضع يردعها عن اتخاذ قرار بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا

* جوناثان إلكيند الباحث في مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا:
- يمكن لأوروبا إيجاد بدائل للغاز الروسي لكنها ستكون مرتفعة التكلفة
- أنقرة لديها عدة خيارات وبدائل للحصول على الطاقة ولا تعتمد على روسيا وحدها

قال جوناثان إلكيند، الباحث في مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا الأمريكية، إن روسيا معتمدة بدرجة كبيرة على الأسواق الأوروبية في صادرات الغاز الطبيعي والنفط، وهذا الوضع يمنعها من قطع إمدادات الغاز عن أوروبا.

وفي مقابلة مع الأناضول تحدث إلكيند وهو من مستشاري البيت الأبيض لسياسات الطاقة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عن الأزمة الروسية الأوكرانية وعن انعكاساتها على سوق الطاقة بالعالم.

وأطلقت روسيا فجر الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

وأشار إلكيند إلى أن الرئيس الأمريكي والقادة الأوروبيين عبروا كثيراً عن أنهم يفضلون حل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا عبر الطرق الدبلوماسية إلا أن الرئيس الروسي بوتين له رأي مختلف.

- خط أنابيب السيل الشمالي-2
وبخصوص تعليق ألمانيا ترخيص تشغيل خط أنابيب نورد ستريم2، قال إلكيند إنه تم تعليق المشروع حالياً ولكن غير معلوم بعد، ما إذا كان المشروع قد أُلغي تماماً أم لا.

ولفت إلى اكتمال أعمال الإنشاء في المشروع، وأنه من المفترض أن يقدم منفعة متبادلة للمصدر وللمستوردين.

وأشار إلى أن روسيا معتمدة اعتماداً كبيراً على الأسواق العالمية في صادرات البترول والغاز الطبيعي وخاصة الأسواق الأوروبية، وأن هذا الوضع يردعها عن اتخاذ قرار بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا.

وأضاف إلكيند أن أوروبا يمكنها إيجاد حل بديل للغاز الروسي، إلا أنه سيكون بديلاً مرتفع التكلفة، مشيراً إلى أن أسعار الطاقة شهدت ارتفاعا كبيراً في أوروبا والعالم خلال فترة انتشار وباء كوفيد-19.

وأفاد بأن هذا الارتفاع في الأسعار أثر كثيراً على كل من يستخدم الطاقة سواء مؤسسات أو أفراد، والارتفاع السريع في الأسعار يكون له تداعيات اقتصادية، إلا أن أوروبا يمكنها تحمل النفقات المرتفعة والتكلفة العالية للطاقة.

وحول إمكانية قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لأوروبا على خلفية الأزمة مع أوكرانيا، أوضح إلكيند أن العديد من القادة الأوروبيين يرون ضرورة تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي في مصادر الطاقة، وأن الأوضاع الحالية تعزز هذه الأفكار، إلا أن خطوة كهذه ستكون مكلفة للغاية.

وأكد أن قطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا سيضر كثيراً بروسيا، وسيكون له تأثير سلبي كبير على الدخل القومي للبلاد.

- نجاح تركيا في تنويع الموارد
وحول سياسات الطاقة التركية قال إلكيند إن أنقرة لديها عدة خيارات وبدائل للحصول على الطاقة ولا تعتمد على روسيا وحدها.

وبيّن أن الغاز الأذربيجاني يشكل أيضا قسماً مهماً من واردات الغاز في تركيا، وأن له أهمية كبيرة في الصناعات الثقيلة التركية.

وتابع: أسعار الغاز الطبيعي ارتفعت في أوروبا خلال شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي إلى أكثر من 180 يورو لكل ميغاوات/ساعة بسبب انخفاض تدفقات الغاز القادم من روسيا عبر خط أنابيب يامال- أوروبا وزيادة الاستهلاك بسبب موجة البرد التي تعرضت لها القارة.

وزاد: أوروبا تستورد نسبة كبيرة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي الروسي، ولذلك تسبب ارتفاع أسعار الغاز في القارة 7 أضعاف منذ يناير/ كانون ثاني 2021 في أزمة طاقة كبيرة.

وبلغت تكلفة مشروع خط أنابيب نورد ستريم2 حوالي 11 مليار دولار. وكان من المخطط له أن ينقل خط الأنابيب نحو 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وتوقف ترخيص عمل المشروع بعد اعتراف روسيا رسميا بالمناطق الانفصالية شرقي أوكرانيا.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات