كمصدر دخل موسمي.. فلسطينيون يصنعون فوانيس رمضان (تقرير)
- نافذة اقتصادية
- الاثنين , 27 مارس 2023 5:55 ص بتوقيت جرينتش
- سيدات من غزة ينشطن في صناعة الفوانيس قبل بدء شهر الصوم.
- يعتبر هؤلاء هذه الحرفة اليدوية مصدر رزق موسمي لهم.
تنشط صناعة الفوانيس بين عدد من العائلات الفلسطينية خلال شهر رمضان من كل عام في قطاع غزة، و تتخذ من هذه المهنة الموسمية مصدر رزق في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية.
وتعدالفوانيس بأحجامها وأشكالها وألوانهاالمختلفة من أبرز مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في البلاد العربية والإسلامية.
كما تعتبرالفوانيس المُضيئة رمزا لفرحة الأطفال خلال الشهر، فيقبلون على شرائه في ظل تعدد الخيارات المتاحة أمامهم سواء الفوانيس المصنوعة محليا أو منافستها المستوردة من الخارج.
الفلسطينية عُلا أبو سليم (33 عاما)، واحدة من عشرات الفلسطينيين الذين يعملون في صناعة الفوانيس قبل أشهر من حلول رمضان.
أبو سليم وهي أم لثلاثة أطفال، تصارع الوقت كي تنجز نحو 700 قطعة من الفوانيس الرمضانية المصنوعة يدويا بأدوات بسيطة.
وتعمل في مهنة المشغولات اليدوية داخل منزلها الواقع بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الذي حوّلته إلى ورشة مؤقتة لصناعة الفوانيس.
وقبل أيام من حلول رمضان، تتزين شوارع ومنازل قطاع غزة بالفوانيس والأهلّة البلاستيكية المضيئة.
ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة بغزة إلا أن الفلسطينيين يعبرون عن فرحتهم بالشهر بإمكاناتهم البسيطة بشراء الفوانيس والأهلة الخشبية أو البلاستيكية.
ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن نحو مليون ونصف مليون فرد من سكان غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة، يعيشون حالة فقر بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع لأكثر من 16 عاما.
** مهنة موسمية
تقول أبو سليم، للأناضول، إنها بدأت بتنفيذ طلبية أحد التجّار والمقدرّة بنحو 700 فانوس قبل نحو 3 أشهر ونصف كي تنجزها وفق الموعد المحدد.
وتضيف، إنها تخصص ساعات المساء لإنجاز هذه الحرفة اليدوية، فيما تُفرد ساعات النهار لقضاء مهامها المنزلية ومتطلبات الأمومة ورعاية الأطفال.
وتجلس أبو سليم بين مجموعة من العيدان الخشبية والقطع القماشية الرقيقة، ذات الألوان والزخارف الهندسية والنباتية المختلفة، التي تستخدمها في صناعة الفوانيس.
وتقول وهي تثبّت الأعواد الخشبية على القطع القماشية، لصناعة هيكل الفانوس، إنها "بدأت بصناعة الفوانيس كمهنة منذ أكثر من عامين".
وتوضح أنها "حوّلت هوايتها في صناعة الأشكال الجمالية إلى مهنة توفر لها مصدرا للرزق وكي تعينها وعائلتها على تكاليف الحياة".
وتشير إلى أنها بدأت صناعة الفوانيس باستخدام الأوراق الملوّنة والكرتون، لكنها ومع تطوير مهارتها بشكل مستمر بدأت باستخدام الأعواد الخشبية والقماش.
وقالت إنها اعتمدت في تطوير مهاراتها في الحرف اليدوية بشكل شخصي وبالاعتماد على مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت.
كما باتت أبو سليم تضيف الإضاءة متعددة الألوان لهذه الفوانيس حتّى تشكل عامل فرح خاصة للأطفال الذين ينظرون إليه.
وتلفت إلى أن موعد بدء العمل بالفوانيس قبل شهر رمضان يختلف من صانع لآخر، وذلك نظرا للكمية التي تُطلب منه والوقت المتبقّي حتى حلول الشهر الفضيل.
وتتنوع أحجام الفوانيس التي تصنعها أبو سليم بين الكبير والمتوسط والصغير، حيث تختلف أسعارها باختلاف الحجم لكنها تبقى ضمن القدرة الشرائية للمواطنين، وفق قولها.
** رحلة شاقة
تواجه السيدة الفلسطينية عددا من الصعوبات خلال رحلتها في صناعة الفوانيس الرمضانية، يتمثّل أبرزها في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
هذا الانقطاع، يدفع أبو سليم لتكثيف ساعات عملها ليلا، فتقتطع من وقت نومها وتعمل تحت ضغط الوقت كي تلتزم في تسليم الفوانيس في الوقت المحدد.
وتقول: "الكهرباء تسبب في تقليل الإنتاجية، لأن العمل مرتبط بها بشكل أساسي"، وتردف: "أضطر للعمل في وقت متأخر من الليل وحتى ساعات الفجر فأحظى حينها بساعتين أو ثلاثة فقط من النوم".
وتضطر أبو سليم لتحمل هذا الضغط الهائل، والذي يزيد من أعبائها، للحفاظ على مصدر رزقها الذي يساعد في توفير أساسيات الحياة لعائلتها.
كما تعاني السيدة من ارتفاع تكلفة بعض المواد الخام التي تستخدمها في صناعة الفوانيس، ما يرفع قليلا من تكلفة الإنتاج.
لكن هذه الصعوبات، وفق أبو سليم، قابلة للتجاوز ولا تشكل عائقا أمام الاستمرار في هذه المهنة وغيرها من الحرف التي تعتمد بالشكل الأساسي على الإبداع والشغل اليدوي.
وفي المواسم غير المرتبطة برمضان، تعكف أبو سليم على صناعة منتجات تعتمد بالشكل الأساسي على حرفة التطريز والكروشيه فضلا عن صناعة بعض الأثاث المنزلي الذي يعتمد على اليد أكثر من الآلات.
وتشير إلى أنها تصنع التحف المنزلية من خلال إعادة تدوير بعض المستلزمات المنزلية والحياتية والتي لم يعد لها فائدة.
وتلفت إلى أنها تعتمد في تسويق منتجاتها بشكل أساسي عن طريق عرض عينات منها في المحال التجارية، فضلا عن استغلال موقع فيسبوك لهذا الغرض.
لا يوجد تعليقات