استثمارات تركيا.. قيمة مضافة لاقتصاد السودان(مقابلة)

استثمارات تركيا.. قيمة مضافة لاقتصاد السودان (مقابلة)

السفير التركي لدى الخرطوم عرفات نذير أوغلو: - علاقات البلدين تاريخية وبين الشعبين قواسم مشتركة - أسس العلاقات السودانية التركية متينة وقوية - أسهمنا في قطاعات التجارة والسياحة والمساعدات الإنسانية

صعدت وتيرة الاستثمارات التركية في السوق السودانية، حتى قبل رفع العقوبات الاقتصادية عن الخرطوم في 2017، وإزالة اسمها من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" نهاية العام الماضي.

في مقابلة مع وكالة الأناضول، قال سفير أنقرة لدى الخرطوم، عرفات نذير أوغلو، إن تركيا تتبع سياسة منفتحة، وتحاول مشاركة جميع أنواع الخبرات التي لديها في كل المجالات مع السودانيين.

** علاقات تجارية

ويرى نذير أوغلو أن تحسنا ملحوظا في العلاقات التجارية بين البلدين "مقارنة بعام 2019، إذ زادت صادرات تركيا إلى السودان بنسبة 23 بالمئة خلال 2020، بينما زادت صادرات السودان إلى تركيا بأكثر من 28 بالمئة".

"مع ذلك، يبقى حجم التجارة محدودة، ويعود ذلك للمرحلة الانتقالية في السودان وبعض الأسباب الناشئة عنها، وكذلك فيروس كورونا الذي أحدث انكماشا في حجم التجارة والاقتصادات في جميع دول العالم"، وفق السفير.

وتستثمر تركيا من خلال عشرات الشركات في السودان، ضمن قطاعات زراعية والتصنيع الزراعي بما فيها الثروة الحيوانية، إلى جانب قطاعات الطاقة الكهربائية والتعدين والذهب.

وشهدت العلاقات تطورين جديدة بين البلدين، أحدهما، بدء شركة طيران ثالثة تنفيذ رحلات بين تركيا والسودان؛ سيكون هناك ما يقرب من رحلتين يوميا بين البلدين؛ بحسب السفير التركي.

وستبدأ الرحلات على طريق مختلف خارج إسطنبول، حيث ستكون هناك رحلات مباشرة بين الخرطوم وأضنة، وفق ما قال نذير أوغلو.

"بينما التطور الآخر، هو أن رحلات السفن المباشرة ستبدأ بين إسكندرون وبورتسودان.. آمل أن تذهب البضائع إلى تركيا والسودان بسرعة".

ووجه نذير أوغلو نداء إلى المستثمرين الأتراك، بوجود فرص جدية في السودان، "يحتاج رجال الأعمال الأتراك أيضا إلى خبرة رجال الأعمال السودانيين لممارسة الأعمال التجارية في كل من السودان وإفريقيا".

** ترميم الآثار وتعزيز السياحة

وبشأن دور تركيا في ترميم الآثار التركية بالسودان، يقول نذير أوغلو إنه تمت أعمال الترميم في أماكن مختلفة في السودان، وتم الانتهاء من اثنتين منها في غاية الأهمية، في جزيرة سواكن (شرق).

"ومشروع جزيرة سواكن، هدفه ترميم الجزيرة بأكملها وتحويلها إلى مركز جذب سياحي، أي أن يصبح جزء من المباني فندق ومرافق سياحية أخرى وقاعات اجتماعات ومراكز تجارية".

ويعوّل السودانيون على الجزيرة إلى مركز يجذب السياح، ضمن خطة لاستعادة صناعة السياحة الوافدة التي تعطلت بشكل كبير منذ فرض العقوبات الأمريكية على البلاد في تسعينات القرن الماضي.

وتابع نذير أوغلو: "أكملنا ترميم قصر آخر سلاطين دارفور، وهو السلطان علي دينار في الفاشر (غرب)، وتبقت بعض الإجراءات الصغيرة في المشروع.. نأمل فتحها أمام الزوار خلال وقت قصير".

** نشاط إنساني

كما تنشط وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، والهلال الأحمر ووقف الديانة التركيتين بجانب منظمات المجتمع المدني الأخرى، بشكل كبير في السودان خلال شهر رمضان.

وقال السفير: "أعتقد أننا نتحرك في رمضان بكفاءة عالية وبسرعة.. المنظمات التركية من أوائل المنظمات التي ذهبت لمساعدة اللاجئين من إقليم تغراي الذين جاءوا إلى السودان بسبب المشاكل في إثيوبيا".

وأردف: "بخلاف مساعدات رمضان، بدأنا في تنويع المساعدات والتنمية المستدامة للسودانيين الأقل حظًا.. تيكا تقوم بالتدريبات المهنية والتقنية للعاطلين عن العمل".

وتابع: "لقد عالجوا مؤخرا، الشباب المدمنين على المخدرات بمساهمات من منظمة مجتمعية سودانية، وقدمنا لهم تدريبا مهنيا، وقمنا بتزويدهم بالمعدات حتى يتمكنوا من أداء وظائفهم، والآن بدأوا في كسب أموالهم الخاصة".

وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا خلال العقدين الماضيين، وتحديدا منذ وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة في تركيا عام 2002، حيث وضع خطة طموح لتعزيز التواصل مع البلدان الإفريقية.

كما شهدت العلاقات بين البلدين حراكا واسعا منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان في ديسمبر/كانون الأول 2017.
 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات