العلاقات التركية العربية أكثر انتعاشا بعد فوز أردوغان 

- أستاذ العلاقات الدولية علي باكير: العلاقات التركية العربية ستشهد تركيزا على الاقتصاد والتعاون في المجالات الدفاعية.
- الباحث في الشؤون التركية طه عودة أوغلو: خطوات إيجابية من التعاون التركي العربي ستعود بالخير على بلدان وشعوب المنطقة.
- الكاتب ياسر عبد العزيز: علاقات تركيا مع الدول العربية ستكون أكثر موثوقية خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات والتجارة.

أجمع خبراء عرب على أن فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، سيعمل على دفع العلاقات التركية العربية إلى آفاق أكثر تطورا عبر بوابة الاقتصاد والاستثمارات.
وبرأي خبراء تحدثوا للأناضول، فإن العلاقات الإيجابية ستتواصل بين الدول العربية وتركيا، وستؤدي إلى مزيد من الانفتاح، والتركيز على الاستثمار والتبادل التجاري.
وفور إعلان النتائج شبه النهائية، هنأ زعماء وقادة عرب الرئيس أردوغان بفوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لولاية جديدة تستمر 5 أعوام.
وحصل أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على 52.16 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.84 بالمئة لمرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو، وفق ما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات.
** تطور مستمر
قال أستاذ العلاقات الدولية بمركز ابن خلدون في جامعة قطر علي باكير: " قبيل الانتخابات التركية كان هناك مسار من التطبيع في المنطقة العربية انخرطت فيه تركيا، وأعتقد أن هذا المسار سيستمر في الفترة المقبلة على عدة أصعدة".
وذكر باكير أن العلاقات التركية العربية الخليجية على سبيل المثال "ستشهد تركيزا على الجانب الاقتصادي والاستثماري والتعاون في المجال العسكري والدفاعي بالإضافة للسياحة والطاقة".
وأشار إلى أن العلاقات التركية المصرية "ستشهد مستوى أعلى من التطبيع بين البلدين وكانا قطعا شوطا قبل الانتخابات التركية وغالبا سيستكملان المباحثات في هذا الخصوص".
وأضاف: "بجانب العلاقات الثنائية والتبادل التجاري والاستثماري، ستتركز الجهود على موضوع شرق البحر المتوسط وترسيم الحدود المحتمل إضافة للملف الليبي".
** عودة اللاجئين
باكير تحدث عن استمرار العلاقات التركية مع الدول العربية في شمال إفريقيا قائلا إن "العلاقات مع ليبيا مستمرة بنفس الزخم، والعلاقات مع الجزائر قد تشهد تكثيفا لناحية التركيز على العلاقات الاقتصادية وقطاع الطاقة والاستثمار، فيما تركز على التجارة والدفاع مع المغرب".
ووفق باكير "سيسعى الجانب التركي لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية حال حدوث تصعيد إسرائيلي، بجانب استكمال المباحثات مع تل أبيب فيما يتعلق بإمكانية إنشاء خط لنقل أنابيب الغاز من إسرائيل لأوروبا عبر قبرص وتركيا والتعاون في مجال الطاقة".
وحول العلاقة مع النظام السوري قال باكير: "لا أظن أن الرئيس التركي سيلتقي رأس النظام في أي وقت قريب، ولكن أعتقد سيتم تخييره بتحقيق تقدم في 3 مواضيع هي محاربة الإرهاب، وضمان عودة آمنة للاجئين، وتحقيق تقدم في العملية السياسية، وإما إطلاق عملية عسكرية في الشمال السوري وهو محتمل خاصة مع التركيبة الحالية في البرلمان".
وبخصوص العودة الآمنة للاجئين السوريين، قال باكير: "سيتم التركيز على التعاون بين تركيا والدول العربية والمجتمع الدولي فيما يتعلق بتمويل لإنشاء مدن لاستيعاب اللاجئين في المناطق المحررة من سوريا".
وأشار إلى أن "العلاقات التركية القطرية ستشهد مزيدا من التحالف في الفترة المقبلة وسيعمل الطرفان على تقوية العلاقات من الناحية الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والدفاعية".
** سياسة جديدة
وتوقع الباحث بالشؤون التركية طه عودة أوغلو، أن تشهد المرحلة المقبلة "سياسة جديدة لتركيا مع الدول العربية عنوانها التركيز على الاقتصاد والداخل التركي".
وقال عودة أوغلو للأناضول: "معالجة الاقتصاد تتطلب نسج علاقات جيدة مع عدد كبير من الدول العربية والإسلامية والخليجية خاصة، وهذا ما شهدناه في العامين الماضيين، لاحظنا أن هناك نزعة تصالحية أدت لنتائج إيجابية على الصعيد الداخلي".
وأضاف: "لاحظنا أن العلاقة التركية السعودية وصلت إلى مرحلة متقدمة، وهناك معلومات تتحدث عن أن الرئيس أردوغان سيزور السعودية بعد هذا الفوز، وتقديم الرياض في مارس/ آذار الماضي وديعة بقيمة 5 مليارات دولار لصالح البنك المركزي التركي عززت ثقة المستثمرين الأجانب في تركيا".
وأشار عودة أوغلو إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات مع تركيا في مارس الماضي، موضحا أن "العلاقة التركية الإماراتية وصلت لمرحلة متقدمة من خلال الاتفاقيات التي أبرمت بين الطرفين".
** خطوات إيجابية
وبرأي عودة أوغلو، فإن المرحلة المقبلة ستشهد تطورا في التقارب التركي المصري، موضحا أن "البلدين الكبيرين مهمان للغاية في الشرق الأوسط والملفات التي ينخرطان فيها تساهم بشكل كبير في فتح آفاق جديدة للعلاقات بين الطرفين".
وأضاف: "نتحدث عن علاقة متقدمة للغاية على الصعيد السياسي بين أنقرة والقاهرة، في ظل أنباء تتحدث عن لقاء مرتقب بين رئيسي البلدين قريبا".
وأشار إلى أن "الخطوات الإيجابية في إطار التنسيق والتعاون التركي العربي ستعود على كلا الأطراف بالخير، والمستفيد منها شعوب المنطقة".
وحسب عودة أوغلو "نرى مبادرات تركية عربية لإيجاد حل للمشاكل والملفات الشائكة بالمنطقة بدءا من الوضع بسوريا، والتطورات في السودان وليبيا والعراق، فكلها في مقدمة وأولويات الحكومة الجديدة".
** مزيد من الاستثمارات
واستشرافا لمستقبل العلاقات التركية العربية بعد فوز الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، يرى الكاتب المصري ياسر عبد العزيز أن "تركيا ستمضي باتجاه علاقات أكثر دفئا مع دول الخليج ومصر، نظرا للمصالح الاقتصادية المشتركة".
وأوضح عبد العزيز أن "تطور علاقات أنقرة والقاهرة يفتح آفاقا كبيرة للطرفين، والسوق المصري كبير ويفتح المجال للعمل والاستثمار التركي في مصر والبضائع التركية مقبولة بشكل كبير".
وتوقع أن "تعقد لقاءات مع النظام السوري لقطع الطريق أمام المزايدة بمسألة اللاجئين، وكلام الرئيس أردوغان كان واضحا بأن العودة تكون بشكل آمن وكريم، وهذا الموقف مدفوع بأجواء عودة سوريا للجامعة العربية ومشاركتها في قمة جدة في 19 مايو/ أيار الجاري".
الكاتب المصري ذهب إلى أن العلاقات التركية السعودية "ستشهد في الفترة القادمة تعاونا أكثر لا سيما في الاستثمارات"، مشيرا إلى "وقوف دول الخليج إلى جانب تركيا في كارثة زلازل قهرمان مرعش في فبراير/ شباط الماضي".
وختم عبد العزيز بالقول إن "علاقات تركيا مع الدول العربية ستكون أكثر موثوقية، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات والتجارة".

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات