سياسي أمريكي يتوقع تحسن العلاقات مع تركيا في عهد بايدن

 

قال مراد غوزال، وهو سياسي أمريكي من أصل تركي، إنه متفائل بمستقبل العلاقات التركية-الأمريكية في عهد جو بايدن، الذي يتولى الرئاسة الأمريكية رسميا في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.

جاء ذلك في مقابلة للأناضول مع غوزال، وهو أول سياسي ورجل أعمال من أصل تركي يرتقي إلى عضوية "اللجنة الوطنية الديمقراطية" (DNC)، وهي أعلى هيئة إدارية في الحزب الديمقراطي، المنتمي إليه بايدن.

وبمنحة من وزارة التعليم التركية، توجه غوزال إلى الولايات المتحدة، عام 1986، للدراسة، وعقب دراسته، انخرط في الحياة العملية، وهو يتمتع بمكانة مؤثرة في المجتمع التركي بالولايات المتحدة.

وأضاف غوزال أنه يتابع السياسة الأمريكية عن كثب منذ أكثر من 10 سنوات، ويشغل عضوية "اللجنة الوطنية" في الحزب الديمقراطي، كما يترأس "لجنة الهجرة" داخل الحزب.

** قوة تركيا

قال غوزال إن الولايات المتحدة شهدت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي انتخابات رئاسية تاريخية أظهرت أن علم الاجتماع السياسي في البلاد بدأ يتغير، ويجب قراءة هذا التغير جيدا بالنسبة للعلاقات التركية-الأمريكية.

وتمكن بايدن من الفوز في هذه الانتخابات على حساب الرئيس الحالي، دونالد ترامب (جمهوري).

وخلال عهد ترامب، شهدت العلاقات بين أنقرة وواشنطن توترات في ملفات عديدة، منها مصادر التسليح التركي.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع للكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم الأربعاء، إن أنقرة تأمل بفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة خلال العام الجديد 2021.

وأضاف غوزال أنه لا يتفق مع آراء ترى أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة ستسوء في فترة رئاسة بايدن، وإنها كانت ستتحسن لو فاز ترامب.

وأشار إلى أن النظام الأمريكي غير قائم على الرئيس فقط، فهناك مؤسسات كثيرة تشكل النظام، ولهذا فإن من يعتقدون أن العلاقات مع تركيا ستتدهور في عهد بايدن، لا يدركون جيدا قوة تركيا في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع: "تركيا دولة عريقة لها تأثير مهم في الشرق الأوسط، ولذلك علاقاتها مع الولايات المتحدة مرتبطة بعملها مع المؤسسات الأمريكية، التي تساهم في رسم السياسات الخارجية الأمريكية، وليس الرئيس وحده."

وشدد على ضرورة فهم النظام الداخلي الأمريكي جيدا قبل التصدي لتحليل العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، فهذا يتسبب في نقل صورة خاطئة ومعلومات مغلوطة إلى الشعب التركي.

** تحسن متوقع

من واقع خبرته بعملية صنع القرار الأمريكي، دعا غوزال إلى ضرورة تضمين كافة المؤسسات الأمريكية في أي مقاربة تركية بشأن الولايات المتحدة.

وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقات مع وزارتي الخارجية والدفاع والمؤسسات الفكرية الأمريكية ستكون أفضل بالنسبة لتركيا على المدى البعيد، فتركيا أصبحت الآن دولة لها أهميتها وثقلها في المنطقة.

وأردف أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ستتحسن مع الوقت، وإن لم تتطور سريعا في البداية.

وأكد على أن تركيا أصبحت دولة قوية تتحرك باستقلالية في سياساتها الخارجية في إطار رغبات واحتياجات شعبها.

** المجتمع التركي

وفق غوزال، فإن المجتمع التركي في الولايات المتحدة مهم بالنسبة للعلاقات التركية-الأمريكية، وسيكون مفيدا ومؤثرا في تطوير تلك العلاقات.

وتابع: "دور المجتمع التركي في الولايات المتحدة سيكتسب أهمية أكبر في فترة رئاسة بايدن".

وأردف: "إذا كنت تعيش هنا (في الولايات المتحدة)، وإذا كنت فردا من المجتمع التركي هنا، فعليك أن تُسمع صوتك في المكان الذي تعيش فيه، وفترة رئاسة بايدن ستكون مناسبة أكثر لذلك".

واستطرد: "ترامب كان يدير البلاد وفقا لرأيه الشخصي، ولم يكن هناك دور للمؤسسات، ولم يكن هناك صوت للأجانب. أما الديمقراطيين فمنفتحون أكثر."

وأشار غوزال إلى تأثير المجتمع المدني في السياسة الأمريكية.

وأوضح أنه الرئيس المؤسس لمؤسسة تهدف إلى زيادة نشاط وتأثير المهاجرين في الحياة السياسية، ويخطط لإشراك أتراك أكثر، وتنفيذ فعاليات مختلفة معهم، وعقد ندوات تعليمية توضح لأفراد المجتمع التركي كيف يصبحون أقوى وأكثر تأثيرا.

** "غولن" بلا قيمة

شدد غوزال على أن منظمة "غولن" الإرهابية في الولايات المتحدة لم يكن لها حضور يذكر في انتخابات 3 نوفمبر الماضي مقارنة بالانتخابات السابقة.

وتابع: "لم يعد لمنظمة غولن الإرهابية هنا أي قيمة. وهذه فرصة مهمة للمجتمع التركي. اتضح أنهم (القائمون على المنظمة) يعملون من أجل مصالحهم الخاصة فقط ولا يفكرون في بلادهم. فعندما قُطعت موارد تمويلهم أصبحوا أعداء لتركيا ويشوهون صورتها في كل مكان."

ولم تستجب واشنطن حتى الآن لمطالب أنقرة بإعادة "غولن"، زعيم المنظمة المسؤولة عن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، يوم 15 يوليو/ تموز 2016.

وبخصوص المطالبة بتسليم "غولن"، قال غوزال إن هذا الموضوع يتجاوز صلاحيات الحكومات.. منظمة "غولن" تحميها أجهزة الاستخبارات.

وأضاف: "لا أتوقع أن تحدث تطورات بخصوص مسألة تسليم غولن. منظمة غولن الإرهابية ليست مرتبطة بحزب معين، بل لديهم علاقات بالدولة العميقة. ولا مكان لها في سياسة الأمريكية."

 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات