الأمن والسلام.. أقصى أماني لاجئي سوريا بالأردن في 2021

 

جرحهم عميق وخسائرهم لا تقدر بثمن، أحلامهم مسلوبة وخيرات بلادهم منهوبة، ورغم مرور 10 سنوات على ثورتهم، يبقى "تحقيق الأمن والسلام وانتهاء الحرب"، عنوان أماني اللاجئين السوريين في الأردن للعام الجديد 2021.

مراسل الأناضول أجرى جولة ميدانية في مدينة الرمثا شمال الأردن المحاذية لمدينة درعا السورية، والتقى فيها عددا من اللاجئين السوريين، وقف فيها على أمنياتهم مع حلول العام الجديد 2021.

** أحلام جماعية

خلود عبد الله (36 عاما)، فقدت زوجها في حرب بلادها الطاحنة لتصبح هي المعيل الوحيد لأطفالها الخمسة، إلا أنه ورغم المسؤولية الكبيرة الواقعة على عاتقها وما مرت به من ظروف عصيبة لم تتمن سوى "راحة البال"، مؤكدة تمسكها بمطلب الثورة وأن "كرامتنا لا بديل عنها، لن نحيد عن ذلك مهما طالت الأزمة".

وتابعت: "السوريون أحلامهم كثيرة، لكنها جماعية وليست فردية، وهي أن يحل السلام والأمن على بلادهم".

من جانبها، قالت نهى الحمصي (43 عاما): "كنا نتمنى أن نحقق الأثر الإيجابي لثورتنا عبر وقوف العالم معنا، ولكننا الآن فقدنا الأمل ولم نعد نتمنى أي شيء إلا عودة الاستقرار لنتمكن من العودة إلى بلادنا".

أما بلال الصالح (42 عاما)، أكد بأن ما يتمناه هو "لم شمل الناس الذين تفرقوا جراء ما حدث في سوريا، وأن يزول الظلم، وأن تعود البلاد أفضل مما كانت عليه".

واختصرت سعاد محمد حديثها بوصف الوضع بأنه "تعيس ونعيش مأساة حقيقية"، مشددة على أنه "لا بديل عن الحرية والكرامة ولن نحيد عن مبادئنا".

ومضت قائلة "كل ما أتمناه هو انتهاء الحرب وأن نعود لبلادنا، وأن يزول الهم عن جميعا".

** أحلام طفولية

أما الطفلة سنابل قاسم (14 عاما) قالت بكل عفوية : "مش حابة (لا أرغب) أرجع إلى سوريا، تعودنا على الحياة هون (هنا)، الرجعة لهناك شي بخوف، يمكن ما وعيت (كبرت في الأردن)، لكن كل شي مبين (واضح)".

علي إبراهيم (12 عاما) رغم صغر سنه، إلا أن معيشته برفقة ذويه لم تمنعه من التعبير عن ألمه لأبناء عمره في الداخل السوري، وبكل براءة قال : "الله يعين الأطفال اللي جوات سوريا (داخلها)، والله يرفع عنا وعنهم البلاء".

** تشاؤم إزاء الحاضر

فيما كان إبراهيم الحريري الأكثر تشاؤما إذ اعتبر بأن "الأمنيات لا تكون إلا لأناس يعيشون حياة طبيعية، أما نحن فما علينا إلا ننتظر ونراقب كيف يتم تصفية بلادنا، دون أدنى رحمة لما حل بنا".

وزاد: "إن عدنا إلى بلادنا محررة ومستقرة، وقد زال الظلم وتحققت أهدافنا، عندها سنتمنى ونحلم كغيرنا".

ومضى الحريري قائلا "لا أتوقع حلا قريبا لأزمة بلادنا، نهبوا خيراتها وتقاسموا الغنائم، وإن ذهب الأسد (رئيس النظام) وهو أمر مستحيل في هذا الوقت، فإننا سنحتاج لسنوات حتى تعود سوريا إلى سابق عهدها".

** معاناة لا تنتهي

بدوره، أعرب محمد الحواري المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأردن، عن أمله بأن تحل الأزمة السورية، وأن يعود اللاجئون إلى ديارهم بأمان وكرامة.

وقال الحواري للأناضول إننا "ندرك تماما طبيعة المعاناة التي يمر بها السوريون ليس في الأردن فقط، وإنما في كل مكان، ولذلك فإننا نعمل باستمرار على تخصيص جزء من عملنا على موضوع الدعم النفسي، فضلا عن بقية واجباتنا الأخرى".

ويعتبر الأردن المجاور لحدود سوريا الجنوبية بطول 375 كلم، من أكثر الدول استقبالًا للاجئين السوريين الهاربين من الحرب.

ويوجد في الأردن نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة نصفهم مسجلين بصفة "لاجئ" في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفا منهم يقيمون في البلاد قبل عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية.

ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (49) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، جسّدتها معارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم وسقط خلالها آلاف القتلى، بحسب إحصائيات أممية.

 

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات