كورونا يغلق "شارع الثورة" والتونسيون يحيون ذكراها إلكترونيا
- مركز الأخبـار- AA
- الخميس , 14 يناير 2021 14:1 م بتوقيت جرينتش
- AA
بدا شارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة، الخميس، مهجورا على غير عادته سنويا في 14 يناير/ كانون الثاني منذ عام 2011.
في ذلك اليوم، شهد الشارع احتفالات للأحزاب والجمعيات، بذكرى الثورة الشعبية، التي أطاحت بالرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي (1987: 2011).
لكن اليوم، يخيم الحزن على "شارع الثورة"، فالمقاهي مغلقة وحركة السيارات والمارة متوفقة، بفعل الإجراءات الصحية لمكافحة فيروس "كورونا".
في 14 يناير 2011، خرج عشرات الآلاف من التونسيين للاحتجاج في شارع بورقيبة، مطالبين برحيل نظام "بن علي".
وهي احتجاجات أطلق شرارتها الشاب محمد البوعزيزي، في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، حين أضرم النيران في جسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد (وسط).
غضب البوعزيزي من مصادرة موظفي البلدية لعربة يبيع عليها الخضروات والفاكهة كان بداية ثورة على النظام الحاكم، طالب خلالها المحتجون بتوفير فرص العمل والحرية والكرامة الوطنية.
في حوالي الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (16.00 ت. ع)، من 14 يناير 2011، كانت طائرة "بن علي" تحلق مغادرة سماء تونس، في اتجاه منفاه الاختياري والنهائي في السعودية، لتطوى صفحة نظام استمر أكثر من 23 عاما، منذ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987 .
وعشية ذكرى الثورة، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، في بيان الأربعاء، منع التنقل بين مدن البلاد، لمدة 4 أيام، اعتبارا من الخميس، ضمن إجراءات الحد من انتشار "كورونا".
وأوضحت أن القرار يستثني التنقل بهدف "التزوّد والتزويد بالمواد الاستهلاكية، والعاملين في القطاعات الحيوية".
كما قررت الوزارة "الإغلاق التام للمحال والمقاهي والمطاعم بكافة أنواعها من 14 حتى 17 يناير 2021".
ودعت التونسيين إلى وقف كافة الأنشطة والاحتفالات في جميع الأماكن المفتوحة والمغلقة.
وإن بدا شارع الحبيب بورقيبة، الخميس، خاليا إلاّ من انتشار مكثّف لقوات الأمن وصحفيين، فإن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بتمجيد الثورة، رغم تعثرها الاقتصادي والاجتماعي.
على صفحتها بـ"فيسبوك"، نشرت الكتلة البرلمانية لحركة "النهضة (54 نائبا من 217) "وسم" (هاشتاغ) "نور الثورة في قلبي لا يزال حيّا".
فيما نشر "التيار الديمقراطي" (22 نائبا)، أبرز أحزاب المعارضة، وسم "المجد للشهداء والحرية لتونس".
وقال حزب "قلب تونس" (30 نائبا)، في بيان، إنه "يتوجه إلى الشعب التونسي بأحرّ التهاني وأطيب التمنيات، آملا أن يحقق في كنف السلم والتضامن والعمل، كلّ الأهداف التي من أجلها دفع شهداء الوطن دماءهم الطاهرة."
وأضاف: "وإذ قطعت تونس خلال العشريّة الماضية بكثير من التعثّر أشواطا على درب إرساء ممارسة الحريات السياسيّة وبناء المؤسسات الدستوريّة، فإنّ الطريق لازالت طويلة على درب استكمال هذه المؤسسات، وفي مقدمتها المحكمة الدستوريّة التي بدونها لا ولن يستقيم ويكتمل البناء الديمقراطي."
وكتب الباحث في الحضارة العربية، سامي براهم، عبر صفحته بـ"فيسبوك": في مثل هذا اليوم في مثل هذه اللحظة كانت الجموع هادرة على امتداد شارع البناية الرّماديّة (مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة) رمز القمع والإرهاب على امتداد عقود".
وتابع: "بعد أن فرّق الغاز المسيل للدّموع الجموع كانت المجموعات تتفرّق وتتجمّع من جديد في إحساس عارم أنّ المسألة أكبر من مجرّد مظاهرات احتجاجيّة تفرّقها قوات البوليس كعادتها في كلّ المظاهرات".
وشدد براهم على أن "الثّورة لا تزال قائمة رغم تأخّر فهم متبلّدي الذّهن طالما هناك من الشّعب من مازال يريد..."، في إشارة إلى الهتاف الأبرز خلال ثورة تونس، وهو "الشعب يريد إسقاط النظام".
ومن تونس، امتدت شرارة الثورة عام 2011 إلى دول أخرى، وأطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها.
ورغم استقطاب سياسي حاد وأزمات اقتصادية واجتماعية، يُنظر إلى تونس على أنها البلد الوحيد الذي نجح في إنجاز انتقالي ديمقراطي من بين دول عربية شهدت ما تُسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، كمصر واليمن وليبيا وسوريا.
لا يوجد تعليقات