فلسطين.. شباب الضفة يواجهون الرصاص بالحجارة دون خوف (تقرير)
- مركز الأخبـار- AA
- الثلاثاء , 18 مايو 2021 5:52 ص بتوقيت جرينتش
- AA
فلسطين.. شباب الضفة يواجهون الرصاص بالحجارة دون خوف (تقرير)
- محمد: الهبة رسالة للاحتلال أننا شعب واحد - أبو جامع: لا نخشى الاحتلال وأسلحته - انجاص: من حقنا المواجهة دفاعا عن المقدسات وغزة - الخبير السياسي هاني المصري: الهبة قد تتطور لانتفاضة
مُلثمًا يحمل بيده اليسرى بضعة حجارة وباليمني مقلاعًا، يتقدم الشاب محمد ابن الرابعة والعشرين من عمره صفوف مئات المتظاهرين الفلسطينيين على مدخل مدينتي رام الله والبيرة، في مواجهة الجنود الإسرائيليين.
ورصد مراسل الأناضول، نحو 250 نقطة مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، يومي الجمعة والسبت، في مواقع متفرقة من الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، والداخل المحتل (البلدات العربية داخل إسرائيل).
يقول محمد رافضا الإفصاح عن اسمه الحقيقي، خشية ملاحقته من السلطات الإسرائيلية: "لم يبق لنا خيار سوى مواجهة الاحتلال" معبرًا بذلك عن غضب غالبية الفلسطينيين جراء الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
ويتابع: "تقتل السيدات والأطفال في المساكن، إنهم يموتون كل يوم، لا تفرق آلة الحرب الإسرائيلية بين مدني وعسكري، أقل ما يمكن أن نقدمه في الضفة هذه الحجارة".
ويلفت إلى أن تلك الحجارة قد لا تكون رادعة لجيش مدجج بأحدث الأسلحة، لكنه يؤمن بأنها "رسالة وسبيل لإنهاك دولة الاحتلال"، وفق تعبيره، مضيفاً: "رسالة إننا شعب واحد في الضفة بما فيها مدينة القدس، وقطاع غزة وحتى الداخل المحتل".
وأصيب محمد برصاص معدني في القدم، قبل أيام، لكن الإصابة لم تمنعه من العودة والمشاركة في المواجهات المندلعة.
ويستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين، وأسفرت تلك المواجهات عن استشهاد نحو 21 فلسطينيا منذ 7 مايو/ أيار الماضي، وإصابة 4373 بجروح.
يقول الشاب محمد: "إسرائيل قتلت الجمعة فقط 11 فلسطينيا في مواجهات متفرقة من الضفة الغربية، في محاولة منها لكسر عزيمة الحشود، لكن ذلك لن ينجح".
ويضيف: "غزة انتفضت من أجل القدس والمقدسات، ونحن أيضا سنواصل الدفاع عن المقدسات، ولن نترك غزة وحدها".
ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
ومنذ الإثنين قبل الماضي، ازداد الوضع توترا بشن إسرائيل عدوانا بالطائرات الحربية والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحتى صباح اليوم أسفر العدوان المتواصل على قطاع غزة عن سقوط 212 شهيدا، بينهم 61 طفلا و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
** أبو جامع: لا نخشى الأسلحة
جنبا إلى جنب مئات الشباب، غالبية أعمارهم في العشرينات، يتدافعون لرشق القوات الإسرائيلية بالحجارة، على حاجز الجلمة القريب من مدينة جنين (جنوب)، يقول أحدهم رافضا الإفصاح عن اسمه، مكتفيا بالتعريف عن نفسه بـ "أبو جامع": "ما يجري انتفاضة على الظلم والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في مدينة القدس المحتلة".
ويضيف: "جعلوا من المسجد الأقصى ساحة حرب، ويسعون إلى طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس، واليوم يدمرون الحياة في قطاع غزة".
ويتابع: "الضفة والقدس وغزة وحتى أم الفحم واللد وكل البلدات العربية في الداخل جزء لا يتجزأ من شعبنا".
وعن المواجهات المتواصلة، يقول: "لا نملك في الضفة سوى الحجارة، مفعولها بالنسبة إلى دولة الاحتلال ليس بسيطا، الشعب الفلسطيني ينتفض في كل مكان، إنها حرب".
ويردف: "لا نخشى تلك الأسلحة التي يستخدمها الجيش".
** انجاص: المواجهة حق مشروع
بينما يرفض محمد، وأبو جامع الإفصاح عن هوياتهم الشخصية، يقول جواد انجاص، خلال مسيرة نظمت في رام الله دعما لغزة، إن "المواجهة حق مشروع للشعب الفلسطيني للتصدي للاحتلال وانتهاكاته اليومية".
ويضيف: "إسرائيل تدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية، تقتل الأطفال، تعدم المواطنين على الطرقات، ونحن لا نملك سوى الحجارة للدفاع عن أنفسنا".
** خبير: ما يجري هبة يمكن أن تتحول إلى انتفاضة
الخبير في الشأن الفلسطيني، هاني المصري، يصف ما يجري في الضفة الغربية بـ "الهبة التي يمكن أن تتحول إلى انتفاضة جديدة ضد إسرائيل".
ويشرح لـ "الأناضول" أن "تحول الهبة إلى انتفاضة مرتبط باستمرار المواجهة العسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة"، مبينًا أنه "يمكن للهبة أن تتفاعل وتتحول إلى انتفاضة".
ويشير إلى أن تلك الهبة أثبتت أن الشعب الفلسطيني موحد خلف قضيته.
وعن مشاركة الشباب، يقول: "كل المحاولات الإسرائيلية لطمس الوعي الفلسطيني باءت بالفشل، وقد أثبت الشعب أنه موحد بشبابه ورجاله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في الضفة الغربية بما فيها القدس، والداخل المحتل وقطاع غزة".
ويرى أن عنصر مواجهة الشباب في المواقع المختلفة يشكل تحدياً كبيراً للاحتلال.
لا يوجد تعليقات