مسؤولة أممية: حكومة طالبان تبذل جهودا صادقة ولابد من حوار معها

مسؤولة أممية: حكومة طالبان تبذل جهودا صادقة ولابد من حوار معها
الممثلة الأممية الخاصة لأفغانستان دعت، خلال كلمة أمام مجلس الأمن، إلى فتح مسار تدريجي واضح لبناء علاقات بين كابل والعالم، وحذرت من التخلي عن الشعب الأفغاني.

قالت مسؤولة أممية إن "حركة طالبان تبذل جهودا صادقة لتقديم نفسها كحكومة"، داعية إطلاق "حوار منظم ومستدام" معها من أجل "فتح مسار متدرج وواضح لبناء علاقات بين أفغانستان والعالم ككل".

جاء ذلك على لسان ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة لأفغانستان، ديبورا ليونز، في كلمة لها أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء.

وفي أغسطس/ آب الماضي، سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته، وتعهدت الحركة بضمان الحريات وعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بأي دولة.

وخلال جلسة لمجلس الأمن حول تطورات الوضع في أفغانستان، قالت ليونز: "أعتقد أن أفضل طريق لتعزيز الاستقرار هو أن نعمل من أجل أن تتجنب طالبان العزلة".

ورأت أنه "ولتحقيق ذلك لا بد من إطلاق حوار منظم ومستمر بين طالبان وأصحاب المصلحة والمجتمع الدولي ككل، وبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) مؤهلة للقيام بهذا الدور".

وتابعت ليونز قائلة "ينبغي فتح مسار تدريجي واضح لبناء علاقات بين أفغانستان والعالم ككل.. ويجب البحث عن أفضل طريق لإقامة هكذا مسار مع سلطات الأمر الواقع (طالبان)".

وزادت: "طالبان تبذل بالفعل جهودا صادقة لتقديم نفسها كحكومة.. وهم يوفرون خدمة الأمن في أنحاء البلاد، ويسمحون بوصول المساعدات الإنسانية، واستطعنا أن نصل إلى أجزاء من أفغانستان لم نصل إليها منذ 15 سنة".

واستدركت قائلة: "لكن هذه الجهود يكبحها جزئيا نقص الموارد المالية (...) كما أن طالبان لم تقنع الشعب الأفغاني بعد بقدرتها على الحكم، وهي تعاني من بعض الانقسامات الداخلية الخطيرة".

وبالنسبة لحقوق المرأة والجماعات العرقية، قالت الممثلة الأممية إن "طالبان أقرت بوجود بواعث القلق هذه، وأبلغتنا بأنها تعمل على التصدي لهذه الأخطاء، لكنها أوضحت أن هناك حدودا للتنازلات التي يمكن تقديمها في هذا الشأن".

وشددت ليونز على أن "المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي إلى أفغانستان غير كافية.. ولابد من أن نجد سبيلا لتوفير الدعم المالي لقطاعي الصحة والتعليم، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال مؤسسات.. ونحن نضمن أن أي أموال يتم توجيهها إلى أفغانستان لن تصل إلى طالبان".

وحذرت من أن "الحال الآن يهدد بزيادة خطر التطرف، فاستمرار تدهور الاقتصاد الرسمي سيقدم زخما للاقتصاد غير الرسمي من المخدرات والأسلحة والتطرف، مما سيؤثر على أفغانستان والبلدان المجاورة والمنطقة ككل".

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة الأمريكية، في 11 سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.

وقالت ليونز إنه "في الأعوام العشرين الماضية، كنا نلبي احتياجات أفغانستان، لكن مع استيلاء طالبان على السلطة يشعر الأفغان أن المجتمع الدولي تخلى عنهم.. إذا تخلينا عن الشعب الأفغاني سيكون خطأ تاريخيا، وقد ارتكبناه من قبل وكانت تداعياته مأساوية".

واستطردت: "منذ تولي طالبان السلطة والمجتمع الدولي يركز على مساعدة الأفغان الذين يريدون الرحيل من بلدهم، لكن اهتمامنا ينبغي أن ينتقل الآن إلى العدد الأكبر من الأفغان المتواجدون في البلاد، خاصة وأن أفغانستان على عتبة مأساة إنسانية يمكن تفاديها".

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات