تركستان الشرقية.. بين حضارة تمتد لـ1000 عام ومخطط للإبادة الممنهجة

"تركستان الشرقية".. بين حضارة تمتد لـ 1000 عام ومخطط للإبادة الممنهجة

نظمت أكاديمية العلاقات الدولية، وبالتعاون مع الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية، ومركز دراسات الإسلام والشؤون الدينية، الثلاثاء 4 يناير/ كانون الثاني 2022، في إسطنبول، ندوة بعنوان " المسلمون في تركستان الشرقية؛ إبادة ممنهجة".

شارك فيها عدد من المختصين في الشؤون السياسية والقانونية وحقوق الإنسان، وذلك للتعريف بقضية "تركستان الشرقية"، تاريخًا وشعبًا وحدودًا جغرافية، وما يتعرض له نحو 35 مليون مسلمًا من انتهاكات لحقوق الإنسان، صُنفت بأنها "إبادة ممنهجة" تنتهجها الصين ضد مسلمي الأويغور، منذ احتلالها لـ "تركستان الشرقية" في عام 1949، وبدورها؛ صحيفة "نافذة اقتصادية" رصدت أبرز مناقشاتهم.

**حق تقرير المصير

تحدث الدكتور محمد صفر، مدير مركز الأقليات المسلمة في تركيا، حول "الجذور والتحولات الأساسية في ملف المسلمين في تركستان الشرقية"، حيث تطرق إلى أن منطقة "تركستان الشرقية"، تُعد امتدادًا لعددٍ من الممالك التركية القديمة، موضحًا أن الجغرافيا السياسية ليست في صالح الصين، وأضاف: "لعل بتسمية الصين بعد احتلالها لهذه المنطقة الجغرافية "الإقليم الجديد"، يُثبت ويؤكد أنها مُحتلة من قِبل الصين.

وأشار إلى أن منطقة "تركستان الشرقية" منطقة غنية بالثروات المعدنية ومؤهلة للزراعة، وأن الصين كونها بلد مصنع فهي بحاجة إلى المواد الخام ويعد ذلك سبب من الأسباب التي دفعتها إلى الاحتلال.

وأوضح صفر، أن الصين في عام 1924 اعترفت دوليًا  بحق الشعوب في تقرير مصيرها ثم مؤخرًا سحبت هذا الاعتراف، مشيرًا إلى أنه منذ عام 2013 بدأت في تغيير سياستها بتطبيق نهج "الإبادة الجماعية" لمسلمي تركستان الشرقية.

**دولة وليست إقليم

وأكد هداية الله أوغوز خان، رئيس الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية، إن "تركستان الشرقية" كانت دولة مستقلة ولها تاريخ يمتد إلى أكثر من 1000 عام، واصفًا إياها بأنها قلعة العالم الإسلامي في أقصى الشرق، مضيفًا أنه منذ أن احتلتها الصين في عام 1949 ويواجه شعبها كافة ألوان الظلم والاضطهاد.

وأشار هداية إلى أن انتهاكات الصين لم تتوقف منذ تاريخ احتلالها لتركستان الشرقية، لكنها منذ عام 2016 كثفت انتهاكاتها وسياساتها القمعية، وأن المسلمون في "تركستان الشرقية" يتعرضون لتطهير عِرقي وإبادة جماعية تنتهجها الصين.

وأوضح أن الاعتقالات التعسفية والزج بالمعتقلين في معسكرات النازية وفصل الأطفال عن أهلهم وذويهم ضمن خطوات تصيينهم بالإضافة إلى تطبيق العمل بالسُخرة، وتعرض النساء لانتهاكات جسيمة منها التعقيم والزواج القسري، ضمن مخططات التطهير العِرقي الذي تنتهجه الصين.

**تحركات دولية

كما أشار أنه ردًا على تلك الانتهاكات تحركت عدة دول غربية على رأسها الولايات المتحدة، وذلك للحد من تلك الجرائم التي ترتكبها الصين ضد الإنسانية واتخذت إجراءات لمنع العمل القسري ومنها منع استيراد المنتجات التي تُصنع في تركستان الشرقية، كما أعلنت تلك الدول مقاطعتها للأولمبياد الشتوي الذي سيقام في بكين في العام 2022.

وأوضح أن هناك 43 دولة وقعت على عريضة قُدمت إلى الأمم المتحدة لمنع انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، والجرائم التي ترتكب ضد المواطنين في تركستان الشرقية، مُشيرًا إلى أن تلك القضية أصبحت تناقش وتوضع ضمن لائحة أعمال الدول الكبرى، لكنها للأسف لم تجد الاهتمام اللائق من دول العالم الإسلامي.

**إبادة ممنهجة

وبدوره قال سراج الدين عزيزي، نائب رئيس اتحاد علماء تركستان الشرقية، لم يكن سرًا على المُراقبين أن ما يحدث في تركستان الشرقية من عمليات التصيين والإبادة الجماعية، مُضيفًا: " كنا في السابق نتحدث عن الاضطهاد والقمع أما الآن نتحدث عن إبادة جماعية.

وأضاف هناك 6 دول أقرت أن ما تقوم به الصين هو إبادة جماعية لشعب تركستان الشرقية، والتي تشير الإحصائيات إلى أن عددهم يزيد عن 35 مليون مسلم يتعرضون للإبادة بشكل كامل، موضحًا أن هناك انخفاض في المواليد بنسبة 95% بسبب إجراءات التعقيم القسري الذي تجريه الصين للنساء، كما أن عدد المساجد التي دُمرت يصل إلى 25 ألف مسجدًا وذلك خلال الـ 5 سنوات الماضية.

وبيَّن، عزيزي، أن قضية "تركستان الشرقية" تمتد لأكثر من سبعون عامًا، لكن الـ 5 سنوات الماضية اتخذت منحنى أكثر خطورة، وأعرب عن أسفه لعدم وعي العالم الإسلامي بما يجري هناك، سواء في معسكرات الاعتقال لأكثر من 8 ملايين مسلم وغيرها من الإجراءات التعسفية.

واختتم كلمته قائلاً: " كرمًا؛ يجب على العُلماء والمثقفون أن يعرفوا حجم القضية، وليكن لديهم مسؤولية إنسانية أخلاقية دينية ".

ومنذ 1949، تسيطر بكين على إقليم "تركستان الشرقية"، وهو موطن الأتراك الأويغور المسلمين، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وأدانت 43 دولة، عبر بيان مشترك في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2021، انتهاكات الحكومة الصينية الواسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد أقلية أتراك الأويغور في "شينجيانغ".

وتفيد إحصاءات رسمية بوجود أكثر من 35 مليون مسلمًا في "تركستان الشرقية"، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى أن عدد المسلمين يناهز 100 مليون في عموم الصين من أصل نحو 1.4 مليار نسمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات