الأسير الفلسطيني "أبو حميد"...رهين السجن والسرطان (تقرير) 

الأسير الفلسطيني "أبو حميد"...رهين السجن والسرطان (تقرير) 
والدة الأسير "ناصر أبو حميد"، والذي دخل في غيبوبة جراء تدهور وضعه الصحي بشكل خطير، تخشى على حياته وتتهم إسرائيل بتعمد تصفيته..
السيدة "أم ناصر" في مقابلة مع الأناضول:
لن أتوسل السلطات الإسرائيلية، لكني أُمّ تريد رؤية نجلها، وتقر عيني برؤيته
المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية مطالبون اليوم بالوقوف عند مسؤولياتهم لإنقاذ حياة أسير مريض بالسرطان.
رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر:
السلطة تُجري اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن "أبو حميد" نظراً لوضعه الصحي.

تجهل الأم الفلسطينية لطيفة أبو حميد، مصير نجلها الأسير "ناصر"، الذي دخل في غيبوبة منذ أيام على إثر إصابته بمرض السرطان داخل السجون الإسرائيلية.

وتقول السيدة المكناة بـ"أم ناصر"، في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، إن أقصى أمانيها أن تزور نجلها وتقر عينها برؤيته، وهي ممنوعة من ذلك.

والأسير "ناصر أبو حميد" (49 عاماً)، من مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات، و50 عاماً إضافية (مدى الحياة)، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى"، المحسوبة على حركة "فتح".

كما أنه أحد 5 أشقاء يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.

والثلاثاء الماضي، أعلن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) أن تدهوراً خطيراً طرأ على الوضع الصحي للأسير أبو حميد، نُقل على إثره لمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي جراء ارتفاع شديد في درجة حرارته.

وأضاف النادي في بيان، أن "أبو حميد" موصول بأجهزة التنفس الاصطناعي، و "ما يمر به ينذر بخطورة كبيرة على حياته".

**لن أتوسّل

من وسط منزلها في مخيم الأمعري، تقول "أم ناصر" لوكالة الأناضول، إنها لن تتوسل للسلطات الإسرائيلية للإفراج عن ابنها، فهو "أقوى منهم ولن يُكسر".

إلا أنها تستدرك: "لكني أُمّ تريد رؤية نجلها.. أريد أن أطمئن عليه".

وتضيف: "أُبلغنا أن ناصر دخل في غيبوبة، وهو في حالة صحية حرجة، وقد منعت إسرائيل أحداً من زيارته، حتى محاميه".

تبدو السيدة أم ناصر قوية مُتحاملة على مصابها، برغم كونها أُمّ لشهيد وأربعة أسرى، وقضت معظم حياتها في التنقل لزيارتهم بين السجون الإسرائيلية.

وتتهم السيدة المكلومة إسرائيل، بالعمل على تصفية نجلها ناصر وبقية الأسرى المرضى، عبر تعمد الإهمال الطبي والتلكؤ في علاجهم.

ولفتت إلى أن نجلها تعرض لارتفاع شديد في درجة حرارته، عقب تلقيه إحدى جرعات العلاج الكيماوي الخاصة بمرض السرطان.

وتابعت: "أخبر ناصر أطباءه بشعوره بارتفاع حرارته عقب الجرعة، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً حتى تدهورت صحته ودخل في غيبوبة".

وتطالب "أم ناصر" بحقها في معرفة المزيد عن وضع ابنها الصحي، وتضيف: "أريد أن أعرف وضعه بالتحديد، ماذا يعطى من علاج؟ وعلى الأقل نُرسل له أطباء من طرفنا، لكن إسرائيل تتعنت".

وأردفت بنبرة حزينة: "استودعت ناصر ربّ العالمين، هو أرحم به، وهو القادر على إنقاذ حياته".

وبرغم حجم الألم والحسرة، إلا أن "أم ناصر" عبّرت عن فخرها بأبنائها، لاسيما ناصر "فهو عندي رقم صعب"، تقول السيدة.

**مطالبة بتدخل دولي

وتطالب السيدة "أم ناصر" بتدخل دولي وحقوقي لإنقاذ حياة نجلها.

وقالت إن "المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية مطالبون اليوم بالوقوف عند مسؤولياتهم لإنقاذ حياة أسير مريض بالسرطان".

ودعت "أم ناصر" الفلسطينيين إلى تنظيم "هبة شعبية" نصرةً لجميع الأسرى المرضى، ومن بينهم ابنها.

وأعربت عن أملها بتمكّن فصائل المقاومة في قطاع غزة، من إبرام صفقة (تبادل للأسرى) تضم الأسرى المرضى والنساء كافة.

وتتوسط مصر بين حركة "حماس" وإسرائيل، من أجل إبرام صفقة تبادل للإفراج عن 4 جنود إسرائيليين محتجزين في غزة مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلا أن تلك الجهود لم تُفلح بإحراز تقدم ملموس.

ولفتت السيدة إلى أن الأسير المريض يعاني أضعاف معاناة بقية الأسرى، في السجون الإسرائيلية.

وأوضحت أن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً للإفراج عن نجلها، أو تقديم العلاج له، لكن تلك الجهود لم تُسفر عن تقدم بعد.

**اتصالات للإفراج

بدوره، قال قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن اتصالات تجريها السلطة الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية؛ من أجل إطلاق سراح "أبو حميد".

وأضاف أبو بكر، في اتصال مع وكالة الأناضول، أن "أبو حميد في حالة صحية خطيرة، ودخل في غيبوبة".

ولم يُخف قلقه من استشهاد "أبو حميد" في أي لحظة، نتيجة وضعه الحرج، وقال إن "المطلوب الافراج عنه وعلاجه بشكل فوري".

واتهم "أبو بكر" السلطات الإسرائيلية بالعمل على "قتل الأسرى الفلسطينيين المرضى عمداً، من خلال سياسة الإهمال الطبي".

وأضاف أن "ما جرى مع أبو حميد سببه الإهمال الطبي"، محمّلاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن ذلك.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون إسرائيل نحو 600 أسير، بينهم 4 مصابون بالسّرطان.

وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قرابة 4600، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات