التدخل الروسي في أوكرانيا "يحرج" الدول الإفريقية (تقرير)

التدخل الروسي في أوكرانيا "يحرج" الدول الإفريقية (تقرير)
* سلطان كاكوبا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كيامبوجو الأوغندية:
ـ رغم أن بعض الدول تتخذ موقفاً محايداً، فإن هذا الصراع سيؤدي في النهاية إلى تقسيم إفريقيا لكتلتين؛ إحداهما مع روسيا والأخرى ضدها
ـ التأثير غير المباشر للصراع الروسي ـ الأوكراني سيجعل الاقتصادات الإفريقية المنكوبة بوباء كورونا تعاني بشكل أكبر

رأى خبيران أن الحياد الذي تنتهجه العديد من الدول الإفريقية تجاه التدخل الروسي في أوكرانيا، وتجنب الانحياز إلى أي طرف، يأتي "خشية إغضاب الحلفاء"، لكن هذا الموقف لن يستطيع الصمود مع استمرار الأزمة.

وقال سلطان كاكوبا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كيامبوجو الأوغندية، إن روسيا تعد مصدر المعدات العسكرية للعديد من دول القارة الإفريقية، لذلك فإنها "لا ترغب في إدانة غزو أوكرانيا"، كما أن غالبية هذه الدول تنتمي لـ"حركة عدم الانحياز".

وتشكلت حركة عدم الانحياز بمشاركة 29 دولة عام 1961، حيث تلتزم الدول الأعضاء، التي وصل عددها حالياً إلى 120، بالحفاظ على سياستها الخارجية "غير المنحازة"، وعدم المشاركة في الكتل العسكرية والسياسية، مع تأكيد ضرورة التعايش السلمي على أساس مبادئ الاستقلال والمساواة.

وأشار كاكوبا، في حديثه للأناضول إلى أن موقف إفريقيا من الصراع تم إعلانه الأسبوع الماضي، عندما صوتت الأمم المتحدة على التدخل الروسي في أوكرانيا، حيث امتنعت العديد من دول القارة السمراء، بما في ذلك جنوب إفريقيا، عن التصويت، بينما لم تشارك ست دول في الاجتماع، تجنباً للانحياز.

وحذر من أنه "رغم أن بعض الدول تتخذ موقفاً محايداً، فإن هذا الصراع سيؤدي في النهاية إلى تقسيم إفريقيا إلى كتلتين؛ إحداهما مع روسيا والأخرى ضدها".

** انعكاسات الحرب على إفريقيا

من جانبه، توقع مصطفى مهيتا، الباحث في مؤسسة "ميديا ريفيو نتوورك"، بجوهانسبرغ، أن يكون لهذا الصراع تأثيرات مختلفة على القارة الإفريقية، لكن هذا "سيعتمد على مقدار التبادل التجاري للدول مع روسيا أو أوكرانيا".

وعبر مهيتا عن خشيته من أن تتأثر القارة بكاملها بشكل جماعي، إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع نتيجة للحرب.

وأيد كاكوبا آراء مهيتا قائلاً: "إن التأثير غير المباشر للصراع الروسي الأوكراني سيجعل الاقتصادات الإفريقية المنكوبة بوباء كورونا تعاني بشكل أكبر".

وأضاف أنه طالما استمر الصراع، فلن تكون الاقتصادات الإفريقية آمنة، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم.

وشدد على أنه "يجب أن يكون الحوار هو الخيار الأفضل وليس التدخل العسكري"، مشيراً إلى أنه يخشى أن يتصاعد هذا الصراع بسهولة إلى "حرب عالمية ثالثة".

ولفت كاكوبا إلى أنه "إذا لم يتم العثور على حل لإنهاء الصراع قريباً، فسيتم تقسيم دول العالم إلى تكتلات".

** التمييز العنصري

وأدان الأكاديميان قوات الأمن الأوكرانية لسوء معاملتها المواطنين الأفارقة الفارين من أوكرانيا، من خلال التمييز العنصري ومنعهم من ركوب القطارات للعبور إلى البلدان المجاورة.

وقال كاكوبا إنه "لأمر محزن أن الأفارقة ما زالوا يتعرضون للتمييز العنصري في أوروبا، رغم وجود وكالات دولية لحقوق الإنسان.. هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف أفارقة لأسباب عنصرية".

والأسبوع الماضي، شجب الاتحاد الإفريقي التمييز العنصري الذي تعرض له الأفارقة في أوكرانيا قائلاً: "لجميع الناس الحق في عبور الحدود الدولية في أوقات النزاع، والأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في أوكرانيا يجب أن يتمتعوا بنفس الحق في القيام بذلك، بغض النظر عن جنسيتهم أو هويتهم العرقية".

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، الذي قوبل بغضب من المجتمع الدولي، فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا واليابان والولايات المتحدة مجموعة من العقوبات الاقتصادية على موسكو.

وقُتل أكثر من ألفي مدني منذ بداية الحرب، وفقًا لخدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا، بينما تقدر وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن أكثر من 874 ألف شخص فروا من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات