
العراق.. تنديد عربي ودولي بالهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء
نددت دول عربية وأجنبية، الإثنين، بهجمات صاروخية شنها مجهولون على المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية بغداد.
والأحد، أطلق مجهولون 8 صواريخ على المنطقة الخضراء (وسط بغداد)، سقط معظمها على أبنية سكنية، فيما سقط أحد الصواريخ قرب حاجز أمني ما أدى إلى إصابة مجند، وفق بيان وزارة الدفاع العراقية.
والمنطقة الخضراء شديدة التحصين، تضم مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وأبرزها السفارة الأمريكية، إضافة إلى مقري الحكومة والبرلمان، ما يعرضها لهجمات صاروخية متكررة.
** إدانات عربية ودولية
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في تغريدة على تويتر: "الميليشيات المدعومة من إيران هاجمت مرة أخرى بشكل صارخ في بغداد، ما أدى إلى إصابة مدنيين عراقيين".
وأضاف بومبيو: "يستحق شعب العراق محاكمة هؤلاء المهاجمين، ويجب على هؤلاء المجرمين الفاسدين الكف عن أعمالهم المزعزعة للاستقرار".
بدوره أوضح السفير البريطاني لدى بغداد ستيفن هيكي، أن "الهجمات الصاروخية ضد البعثات الدبلوماسية تؤدي إلى ترويع سكان بغداد، وتخويف الاستثمار الذي يحتاجه الاقتصاد بصورة مُلحة، وتزيد مخاطر الصراع على نطاق أوسع".
وتابع هيكي، عبر حسابه على تويتر: "طالما استمرت الجماعات المسلحة في هذه الأعمال مع الإفلات من العقاب طبقا للقانون، فلن يصبح العراق دولة مستقرة ومزدهرة".
واستنكرت منظمة التعاون الإسلامي (تضم 57 دولة) في بيان، الهجوم الإرهابي على المنطقة الخضراء في بغداد.
وجددت المنظمة دعمها ووقوفها إلى جانب جمهورية العراق في الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها واستقرارها.
بدورها أعربت قطر، الإثنين، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية.
واعتبرت الخارجية القطرية في بيان، الهجوم "عملا إجراميا يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية"، داعية كافة الأطراف في العراق إلى ضبط النفس لتجاوز المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.
فيما أدانت واستنكرت السعودية بشدة، "العمل الإرهابي" الذي استهدف المنطقة الخضراء في بغداد.
وأفادت الخارجية السعودية في بيان، بـ"وقوف المملكة إلى جانب العراق فيما يتخذه من إجراءات لحفظ أمنه واستقراره وصيانة سيادته، وحماية أرواح المواطنين والمقيمين على أراضيه".
بدورها أعربت الإمارات عن استنكارها الشديد للهجوم الإرهابي على المنطقة الخضراء في بغداد.
وجددت الخارجية الإماراتية في بيان، تأكيد بلادها على "رفض جميع أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".
من جانبها، وصفت الخارجية الأردنية في بيان، الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد بـ"الفعل الإرهابي الجبان".
وأكد الأردن وقوفه إلى جانب العراق في وجه كل ما يهدد أمنه وأمن شعبه ويهدد اروح الأبرياء ويستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، حسب البيان ذاته.
** إدانات محلية
وقالت الرئاسة العراقية في بيان الإثنين، إن "استمرار الأعمال الإجرامية التي تعرض حياة المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم إلى الخطر، تمثل استهدافاً لسيادة البلد والجهود الوطنية من أجل حفظ هيبة الدولة".
وأضافت: "هذه الهجمات تنال من سمعة العراق الدولية ومن علاقاته الخارجية، عبر استهداف البعثات الدبلوماسية التي تقع مسؤولية حماية أمنها وسلامة منشآتها على الجانب العراقي ضمن التزاماته الدولية المعمول بها".
فيما اعتبرت رئاسة إقليم كردستان (شمال) في بيان، أن "تكرار واستمرار هذا النوع من الهجمات على البعثات الدبلوماسية وممثليات الدول، يتعارض مع مصالح وسيادة العراق، وينافي القوانين الدولية".
وأكدت أنه "من واجب الحكومة العراقية أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار تلك الهجمات والعثور على منفذيها وتقديمهم للمحاكم وإنزال العقاب بهم".
بدوره قال هادي العامري، زعيم تحالف "الفتح" (ثاني أكبر كتلة برلمانية، تضم فصائل مسلحة مقربة من إيران) في بيان إن "عمليات القصف غير مبررة تحت أي ذريعة"، داعيا الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ ما يلزم لفرض القانون.
والأحد، ندد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة عبر تويتر، بالهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء، داعيا إلى فرض حالة الطوارئ بالعاصمة بغداد.
فيما أدانت أيضا كتائب "حزب الله" العراقي، المقربة من إيران، في بيان، بالهجوم الصاروخي، قائلة: "قصف سفارة الشر (الأميركية) في هذا التوقيت يعد تصرفاً غير منضبط، وعلى الجهات المختصة متابعة الفاعلين وإلقاء القبض عليهم".
وتتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء الهجمات، التي تستهدف سفارتها وقواعدها العسكرية، التي ينتشر فيها الجنود الأمريكيون بالعراق.
وكانت فصائل شيعية مسلحة من بينها كتائب "حزب الله" العراقي المرتبطة بإيران، قد هددت باستهداف مواقع تواجد القوات الأمريكية بالعراق، في حال لم تنسحب امتثالاً لقرار البرلمان العراقي القاضي بإنهاء الوجود العسكري في البلاد.
وصّوت البرلمان العراقي بالأغلبية، في يناير/كانون ثان الماضي، على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد، عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في قصف جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي.

لا يوجد تعليقات