الأسواق المالية (البورصات) 1 ... المفهوم والشكل الحديث

كتب/ فاضل الحايك

 -ما هي السوق المالية، وما الفرق بينها وبين البورصة؟

 -ما آلية عملها؟ والمقصود بالسوق الأولي والثانوي؟

 -ما الشكل الحديث للأسواق المالية؟

تُعد أسواق المال والبورصات من المكونات الحيوية للاقتصاد لأنها تتيح الوصول المرن إلى تداول وتبادل رأس المال بين المستثمرين، إضافة إلى دورها في دعم تنفيذ أدوات السياسة المالية والسياسة النقدية والمساهمة في أهداف التنمية واستقرار الاقتصاد بشكل عام. 

مفهوم السوق المالية:

عادة يطلق لفظ سوق على المعنى العام للتداول بيعًا وشراءً، سواء في مكان محدد جغرافيًا أو الكترونيًا، وفي عالم الاقتصاد هناك العديد من الأسواق التي تكون مخصصة لتداول سلعة معينة، تعمل هذه الأسواق كملتقى للعديد من المشترين والبائعين، وكلما زاد عدد المشاركين في السوق كلما زادت المنافسة وكان هناك توازن أكثر بالأسعار بناءً على العرض والطلب.

الفرق بين السوق المالية والبورصة

وإذا كان مصطلح السوق المالية يشير بشكل عام إلى مجموعة الأسواق والبورصات التي يتم بها بيع وشراء وإصدار مختلف الأوراق المالية والمستندات؛ فيمكن للفظ بورصة أن يكون أكثر تخصصًا فيصبح بورصة الأسهم أو بورصة الذهب أو بورصة النفط أو حتى بورصة القطن.

وقد تم تعريب كلمة بورصة لتصبح مصفَق على وزن مفعَل أي مكان عقد الصفقات، اشتقاقًا من كلمة صفقة.

على أن الفرق بين مصطلحي السوق والبورصة في هذا المجال لا يعدو عن كونه فرق تنظيمي. فالمصطلح الأخير هو بشكل عام مجموعة فرعية من الأول. 

ومن أشهر أسواق المال / البورصات؛ سوق الأوراق المالية وبالأخص سوق الأسهم، إلى درجة أن كلمة بورصة منفردة قد تشير مباشر إلى سوق الأسهم، في حين يتم تحديد نوع البورصة لبقية السلع كأن نقول بورصة الذهب مثلاً.

وهناك العديد من بورصات الأسهم الشهيرة حول العالم من بينها بورصة نيويورك، ولندن وطوكيو.

وتعد الأسهم هي السلعة المحورية الأكثر تداولاً في البورصات، ويعرّف السهم بأنه وثيقة تثبت حق ملكية صاحبها في جزء من رأس مال الشركة وله الحق في نسبة من الربح بحسب قيمة السهم من إجمالي رأس المال، إضافة إلى منح صاحب السهم في بعض الأحيان الحق بالتصويت على القرارات الهامة المتعلقة بالشركة كاختيار أعضاء مجلس الإدارة مثلاً. 

وللسهم قيمة اسمية هي قيمة المساهمة في رأس المال، وتكون مكتوبة في وثيقة السهم وقت الإصدار، وله قيمة سوقية ناتجة عن تداول هذا السهم في البورصة ويتحدد سعره وفق ثنائية العرض والطلب.


كيف تعمل البورصة؟

باختصار، توفر البورصات بيئة آمنة ومنظمة تُمكِّن المشاركين في السوق من التعامل في الأسهم والأدوات المالية الأخرى بثقة، مع مخاطر تشغيلية منخفضة، تعمل وفقً ا لقواعد محددة من قبل الجهة المنظمة.

ويكون عمل السوق المالية (البورصات) وفق آليات الأسواق الأولية والأسواق الثانوية. 

- السوق الأولية: هي سوق يُسمح فيها للشركات بإصدار وبيع أسهمها للجمهور العام لأول مرة بما يسمى الاكتتاب أو عملية الطرح العام الأولي  (IPO)، وهذا النشاط يساعد الشركات على زيادة رأس المال اللازم عن طريق المستثمرين. 

مثال: شركة رأسمالها 30 مليون دولار مقسمة على 3 مليون سهم، بحيث أن القيمة الأسمية لكل سهم 10 دولار، وتريد هذه الشركة أن تبيع 1 مليون سهم للجمهور العام. لذلك هي تحتاج إلى سوق لبيع هذه الأسهم، فتكون السوق الأولية هي المكان الأنسب لهذا الطرح. وإذا سارت الأمور وفقًا للخطط، ستبيع الشركة بنجاح 1 مليون سهم بسعر 10 دولار لكل سهم وتجمع أموالًا بقيمة 10 مليون دولار.

سيحصل المستثمرون في السوق الأولية على أسهم الشركة التي يمكنهم الاحتفاظ بها لمدة معينة، على أمل ارتفاع سعر السهم مستقبلاً بالإضافة لأي دخل محتمل على شكل أرباح سنوية أو موسمية. وتعمل هيئة البورصة كميسر لعملية زيادة رأس المال هذه وتتلقى رسومًا من الشركة الأساسية وشركائها الماليين مقابل خدماتها.

- السوق الثانوية: وهي السوق التي يتم فيها عملية إدراج الأسهم للتداول بعد أن يتم الاكتتاب العام عليها لأول مرة في السوق الأولية، وهي الشكل العام المتعارف عليه للبورصة، حيث تعمل هذه السوق كمنصة تداول تسهل البيع والشراء المنتظم للأسهم المدرجة، وتحصل هيئة البورصة على رسوم مقابل كل صفقة تتم على منصتها أثناء نشاط السوق الثانوي.

وقد تعرض الشركة المدرجة أيضًا أسهمًا جديدة وإضافية من خلال عروض أخرى في مرحلة لاحقة، كما يمكن للشركة إعادة شراء أو شطب أسهمها، أو أن تجزأ السهم الواحد إلى أجزاء (كما فعلت شركة تسلا في العام الماضي) وتسهل البورصة مثل هذه المعاملات. 

وتحتفظ البورصات أيضًا بجميع أخبار الشركة والإعلانات والتقارير المالية، والتي يمكن الوصول إليها عادًة على مواقعها الإلكترونية الرسمية، ويتم الاحتفاظ بجميع هذه المعلومات بكل شفافية والتي يمكن تحليلها لقياس أداء كل شركة وأداء البورصة ككل. 

وتوجد مؤشرات لتتبع مدى كفاءة بورصة ما مقارنة بغيرها، مثل مؤشر Nasdaq 100، الذي يُحسب بالاعتماد على قيمة أسهم نحو 100 شركة في مجالات مختلفة، مثل شركة جوجل وإيباي وأمازون وغيرها من كبرى الشركات في العالم. كما يوجد مؤشر داو جونز الأمريكي الذي يقيس أداء شركات الصناعة.

الشكل الحديث للبورصات (التداول الالكتروني):

أدى التطور التقني الكبير وانتشار الإنترنت عالي السرعة إلى ظهور أسواق المال الالكترونية، حيث انتشرت منصات التداول التي تُنشئها شركات وساطة، وتُوفر للمستثمر إمكانية الوصول إلى أسواق المال العالمية على مدار الساعة عبر برامج ومواقع مخصصة، وتتيح للمستثمرين القيام بالصفقات باستخدام أدوات مساعدة ومؤشرات تنبؤ وتحسين أداء. ليتمكن من بيع وشراء الأسهم والسندات وغيرها من الأوراق المالية، بالإضافة إلى العملات الرقمية (مثل البيتكوين)، والذهب والنفط، أمّا أشهر سلع التداول الإلكتروني؛ فهي النقود والعملات الأجنبية، والتي تسمى فوركس Forex اختصارًا لكلمة Foreign Exchange 

للاطلاع على كامل سلسلة ومضة اقتصادية ... .... من هنا

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات