أعلى مستوى للنفط منذ جائحة كورونا.. فما هو مستقبل الذهب الأسود؟
- طارق الشال
- السبت , 6 فبراير 2021 11:59 ص بتوقيت جرينتش
تشهد أسعار النفط العالمية حالة من الصعود نتيجة العودة التدريجية للنشاط الاقتصادي وبخاصة مع اكتشاف لقاحات فيروس كورونا، مما يصحبه حالة من التفاؤل في الأسواق العالمية.
ومع بداية جائحة كورونا في مارس/ آذار 2020، شهدت أسعار النفط حالة من الانهيار إذ انخفض سعر برميل النفط إلى ما دون الـ 30 دولار أي تراجع بنحو 30%، ليعاود تعافيه مرة أخرى في أغسطس/ آب 2020 حتى اليوم حيث وصل قيمة برميل النفط إلى 59.45 دولار.
إلا أنه مازال هناك مخاوف عديدة حول مدى قدرة أسعار النفط على صمودها للحفاظ على هذه الوتيرة التصاعدية، وبخاصة في ظل الحديث عن وجود تخمة في المعروض النفطي وصعوبة عودة النشاط الاقتصادي إلى سابق عهده في 2019.
وفي منتصف يناير/ كانون الثاني 2021، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2021 خلال الربع الأول من العام الحالي، بالتزامن مع زيادة إصابات كورونا وإعادة تطبيق قيود الإغلاق وهو ما يحد من حركة التنقل.
وتوقعت الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط الخام العام الحالي بنحو 0.3 مليون برميل يوميًا إلى 5.5 مليون برميل يوميًا وسط توقعات بأن يُسجل 96.6 مليون برميل يوميًا.
بينما توقع بنك "غولدمان ساكس" قرب صعود أسعار النفط إلى 65 دولارًا للبرميل الواحد، بحلول شهر يوليو/ تموز القادم.
وأرجع خبراء في قطاع النفط، هذا الارتفاع إلى أن أوبك+ أعطت مؤشرات لأسواق الطاقة بأنها عازمة على تسريع إعادة موازنة السوق دون تأخير.
وحافظت "أوبك+" على سياستها الخاصة بإنتاج النفط من دون تغيير، مع نظرة متفائلة حيال الطلب على الخام في العام الحالي.
إلا أن هذه النظرة لا تزال محفوفة بمخاطر أخرى كعودة النفط الإيراني إلى الأسواق وزيادة إنتاج النفط الليبي الذي عاد بقوة مرة أخرى بعد توقف دام نحو 10 أشهر، إلا أن البعض يرى أن النفط الإيراني يُباع خلسة في الأسوق مما يعني أن عودة النفط الإيراني بشكل رسمي لن يُحدث فارق كبير في المعروض.
وتعزز لقاحات كورونا من التوقعات المتفائلة لأسعار النفط وهذا ما أكدته وكالة الطاقة النفطية الدولية في بيانها" بأن التوزيع التدريجي للقاحات حول العالم هو عامل إيجابي لبقية العام، ما يعزز الاقتصاد العالمي والطلب على النفط" في الوقت نفسه، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن يعود إجمالي استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة إلى حد كبير لمستويات ما قبل وباء كورونا بحلول عام 2025.
بينما توقع خبير النفط العالمي، ممدوح سلامة، أن تستمر وتيرة صعود أسعارالنفط في الارتفاع مع تحسن الطلب العالمي، بحيث أنه قد يتجاوز 80 دولارا في عام 2022، و100 دولار في 2024، جاء ذلك في تقرير لموقع "العربي الجديد".
واعتبرت وكالة فيتش الأمريكية في بيان سابق لها أن وصول سعر برميل النفط إلى 60 دولار يحمل مخاطر على خامات أوبك، لأنه سيعني العودة القوية للخامات الصخرية الخفيفة في أمريكا إلى السوق العالمي.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، استقرار إنتاج الولايات المتحدة من النفط عند 10.900 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع المنتهي في 29 يناير الماضي، مقارنة مع المستوى نفسه في الأسبوع السابق له، وارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط بنحو 1.44 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 6.50 مليون برميل يوميًا في الأسبوع السابق له.
كما زادت صادرات النفط الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بنحو 128 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 3.48 مليون برميل يوميًا، مقارنة بالأسبوع السابق له.
وبالنسبة للمخزونات الأمريكية من الخام، فقد تراجعت بنحو مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى أنها سوف تهبط بمقدار 600 ألف برميل.
في النهاية تأتي تلك التوقعات في إطار مرهون بالأوضاع الاقتصادية العالمية ومدى قدرة الدول على القضاء على فيروس كورونا وإمكانية الانتقال السريع إلى عودة النشاط الاقتصادي لطبيعته، بالإضافة إلى مدى إمكانية تدارك الخسائر الحاصلة نتيجة هذه الجائحة.
لا يوجد تعليقات