البيتكوين يحقق مكاسب غير مسبوقة.. فما هي الأسباب؟
- طارق الشال
- الاثنين , 15 فبراير 2021 20:12 م بتوقيت جرينتش
شهدت العملات الرقمية حالة من الرواج خلال الفترة الماضية ويأتي في مقدمتها عملة البيتكوين التي وصلت إلى مستويات مرتفعة بعد أن قالت شركة تيسلا للسيارات التابعة لإيلون ماسك، إنها اشترت حوالى 1.5 مليار دولار من العملة المشفرة، حيث ارتفعت قيمة البيتكوين فوق 48 ألف دولار.
كذلك أعلن مؤسس تويتر، جاك دورسي، في 12 فبراير/ شباط الجاري، التعاون مع مغني الراب جاي زي، لإطلاق مؤسسة ترمي لتمويل تطوير البتكوين لتصبح "عملة الإنترنت".
كما أعلنت السلطات الكندية عن موافقتها على إطلاق أول صندوق استثماري لعملة "البيتكوين" في العالم، وأكدت لجنة الأوراق المالية في أونتاريو التي تشرف على بورصة تورونتو أنها منحت موافقة على إطلاق صندوق المؤشرات المتداولة الذي اقترحته شركة "بربوس إينفستمنتس إنك"، مما سيزيد من فرص المستثمرين للوصول إلى العملة الرقمية المزدهرة.
وارتفعت قيمة العملة المشفرة بالفعل بنسبة 62٪ هذا العام، علاوة على ارتفاع بنسبة 300٪ في عام 2020، فيما يبحث المستثمرون عن أصول بديلة في وقت كانت فيه أسعار الفائدة في العديد من البلدان عند مستويات منخفضة قياسية.
وأعلنت "ماستر كارد" الأربعاء أيضا أنها ستدعم "عملات رقمية محددة" مباشرة على شبكتها في وقت لاحق من هذا العام.
كذلك ساهم تبني عدد من العلامات التجارية البارزة في قطاعات مختلفة من الأعمال للعملة الرقمية إلى ارتفاع قيمتها، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية. ويعد هذا الإقبال الكبير من قبل المستثمرين إشاره إلى أن بيتكوين ستصبح أصلا ماليا رئيسيا.
مخاطر العملة الرقمية
ورغم هذا الإقبال الكبير إلا أن في المقابل تظل هذه العملة الرقمية المشفرة محفوفة بالمخاطر كونها خارج إطار آليات السياسة النقدية المتعارف عليها فلا يمكن التنبؤ بها ولا يوجد بنك مركزي معني بإصدارها أو مساءلته.
وأصدرت هيئة الرقابة المالية البريطانية، في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، تحذيرا شديد اللهجة لمتداولي العملات المشفرة، بعد أن أخذ البيتكوين المستثمرين في رحلة جامحة أخرى.
وقالت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة، إن المتعاملين الذين يستثمرون في سوق العملات المشفرة "يجب أن يكونوا مستعدين لخسارة كل أموالهم"، نظرا لوجود العديد من المخاطر التي تحوم حول هذا النوع من العملات.
وأكدت الهيئة البريطانية، أن الشركات التي تروج لاستثمارات العملات المشفرة "قد تبالغ في العوائد التي يحصدها المستثمرون وتقلل من مخاطر السوق"، لافتة إلى أنه من غير المرجح أن يتمكن المستثمرون الذين يشترون العملة، من الوصول إلى "حماية المستهلك"، إذا حدث خطأ ما.
وقالت الوكالة المعروفة باسم FCA، في التحذير: "يجب أن يكون المستهلكون على دراية بالمخاطر، وأن يفكروا فيما إذا كان الاستثمار بمبالغ عالية على أساس الأصول المشفرة مناسبا لهم. يجب عليهم التحقق والنظر بعناية في أعمال الأصول المشفرة المعنية".
ووصفت الهيئة العملات المشفرة على نطاق واسع بأنها استثمارات "مضاربة" محفوفة بالمخاطر، يمكن أن تفرغ جيوب المستثمرين، نظرا لمدى ضعف تنظيمها.
ويرى بعض الخبراء أنه لا يوجد ما يضمن إمكانية تحويل العملات الرقمية مرة أخرى إلى نقود، وأن أسعارها معروفة بتأرجحها بشكل كبير.
كما حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في 11 فبراير/ شباط الجاري، من مخاطر الأسواق الرقمية، بما في ذلك إساءة استخدام العملات المشفرة، لكنها قالت إن التقنيات المالية الجديدة يمكن أن تساعد أيضا في مكافحة الجريمة والحد من عدم المساواة.
مستقبل العملات الرقمية
إلا أن هناك تساؤلات كثيرة حول إحلال العملة الرقمية مكان الذهب أو الدولار في تحول سريع يغير توجهات الاقتصاد العالمي، ووصل عدد العملات المشفرة حول العالم نحو 4337 عملة بقيمة سوقية 1.003 تريليون دولار، تستحوذ (بيتكوين) على الحصة الأكبر بنسبة 66% بقيمة سوقية 664 مليار دولار.
وبحسب بيانات صادرة عن منصة، Revolut فإن العملات المشفرة جذبت ألاف العملاء الجدد، وأدى ارتفاع بيتكوين لنحو 40 ألف دولار خلال العام الحالي، إلى إقبال محموم من العملاء عليها، وسط توقعات بمواصلة ارتفاعها خلال عام 2021، مع إعلان عدد من الشركات الكبرى التعامل بها مثل PayPal وSquare.
وتسعى حكومات العالم جاهدة صوب إصدار العملات الرقمية لمواجهة شبح العملات المشفرة، التى شهدت نموا متزايدا بهدف تحجيم دورها فى جذب المواطنين إلى السوق غير الرسمية بعيدًا عن الرقابة، مما يفتح الباب للأعمال غير المشروعة بشتى أنواعها، وزيادة حالات التهرب الضريبي.
حيث تتجه البنوك المركزية حول العالم لإطلاق العملات الرقمية تحت اسم «CBDC» اختصارا للعملات الرقمية التابعة للبنوك المركزية، بهدف مواجهة العملات المشفرة المتواجدة على الساحة الدولية.
إلا أنه سيظل المستثمرين في حاله من التهافت على هذه العملات ذات المكاسب السريعة والتي تعد مصدر ربح لهم في وقت الأزمات، إلى أن يجدوا بديلا حقيقيا قادرًا على زيادة استثمارتهم أو مدخراتهم بشكل يضاهي هذه العملات.
لا يوجد تعليقات