جودة التعليم أحد سمات الاقتصاد التركي
- طارق الشال
- الجمعة , 9 أبريل 2021 13:26 م بتوقيت جرينتش
تمكنت تركيا كواحدة من الدول القليلة من تحسين زيادة الطلاب وسهولة وصولهم إلى تعليم أفضل، خلال العقد الماضي، عبر الاستثمارات الكبيرة والإصلاحات في نظام التعليم في تركيا، مما جعل منها وجهة مثالية للطلاب الدوليين.
وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن عدد الجامعات في تركيا ارتفع من 76 جامعة إلى 207 جامعات مع حكومات حزب العدالة والتنمية.
وتدرك الدولة أن التحدي الأساسي هو رفع جودة التعليم من أجل تحسين نتائج تعلم الطلاب وتقليل الفوارق الكبيرة في الأداء بين المناطق وعبر أنواع مختلفة من المدارس.
حيث أصبح التعليم على نحو متزايد في صميم جدول الأعمال الاقتصادي الوطني، الذي يهدف إلى تحقيق التقارب مع مستويات الدخل والإنتاجية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
لنجد أن النمو الاقتصادي القوي لتركيا أدى إلى انخفاض حاد في مستوى الفقر المدقع، حيث انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر من 28.8 بالمئة في عام 2003 إلى 1.6 بالمئة في عام 2014، وفق بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتمتلك تركيا أكبر نظام مدرسي في أوروبا، حيث تحتوي ما يقرب من 54000 مدرسة عامة وخاصة، ومليون مدرس، وأكثر من 16 مليون طالب في جميع أنحاء البلاد، تعمل وزارة التعليم التركية على إدارتهم بطريقة مركزية من خلال 81 مديرية إقليمية.
وأوضح أردوغان في إحدى خطاباته، أن عدد الطلاب الجامعيين في تركيا يبلغ نحو 8 ملايين و400 ألف، بينهم أكثر من 200 ألف طالب أجنبي.
تصنيفات عالمية
وفي أحدث إصدار من تصنيفات قوة نظام التعليم العالي QS ، احتل نظام التعليم العالي التركي المرتبة 43 في العالم.
وتقدم تركيا العديد من المنح للطلاب الأجانب من أجل تعريفهم باللغة والثقافة التركية، بالإضافة لتنوع الثقافات داخل البلاد واكتساب مهارات هؤلاء الطلاب الدوليين.
ويتمتع التعليم الحكومي في تركيا بانخفاض التكلفة حيث يبلغ متوسط التعليم الجامعي للطلاب نحو 200 دولار سنويًا، بينما التعليم الأساسي (بالمدارس) يكون مجانا بالمدارس الحكومية.
كما تتمتع الجامعات التركية باعترافات دولية تتيح لحامل شهادتها إمكانية العمل في العديد من الدول دون وجود أي عوائق.
كما تمتاز الجامعات التركية بوجود كوادر تعليمية بمستويات عالية، تعمل على رفع مستوى الطلاب في شتى مجالات التعليم، وتشتمل على مراكز ومختبرات علمية متطورة جدًا، تقوم من خلالها بتدريب الطلاب من الناحية العملية.
ومن أهم المميزات التي تتحلى بها الجامعات وعلى وجه الخصوص الحكومية منها، هو الترتيب المتقدم في التصنيف العالمي للجامعات على مستوى العالم، وهذا يرجع إلى مدى التطور الكبير الذي عرفته هذه الجامعات في السنوات الأخيرة.
ولكن في حال رغب المتعلم الدراسة باللغة الإنجليزية دون التركية يكون من الصعب عليه إيجاد فرص كبيرة لدى الجامعات الحكومية، إلا أن هذه الميزة تتوفر لدى الجامعات الخاصة.
وتعد أحد أبرز مميزات التعليم في تركيا هو أن المصروفات المعيشية للطالب منخفضة كون معظم السلع محلية الصنع وبالتالي رخيصة وفي متناول الجميع.
مستقبل التعليم
ورفعت وزارة التربية والتعليم ميزانيتها من 7.5 مليار ليرة تركية (1.3 مليار دولار) إلى 114 مليار ليرة (20 مليار دولار) منذ عام 2003 حتى عام 2020.
وأوضح أردوغان، أن الحكومات المتتالية لحزب العدالة والتنمية رفعت الميزانية السنوية المخصصة للجامعات في الأعوام الـ18 الأخيرة، لترتفع من 2.5 مليار ليرة (عام 2002) إلى 36 مليار ليرة (نحو 5.12 مليارات دولار) عام 2021.
وتم تخصيص 15.7 بالمئة من نفقات ميزانية 2021 للتعليم فقط، من خلال زيادة ميزانية التعليم إلى 211.4 مليار ليرة (28.1 مليار دولار).
ويخصص مشروع ميزانية 2021 نحو 13.9 مليار ليرة للمنح الدراسية وقروض التعليم التي يستفيد منها 2 مليون طالب، بالإضافة إلى 5.5 مليار ليرة لبرنامج دعم التعليم بالحافلات والمساعدات الغذائية التي يستفيد منها مليون و 256 ألف طالب.
وتسعى تركيا إلى دعم المؤسسات التعليمية للقيام بأنشطة موجهة نحو الجودة ودعم المجالات العلمية التي لها دور حاسم في التنمية، بالإضافة إلى خلق مناخ مفتوح للتعاون يشجع البحث والتطوير والابتكار، وتزويد طلاب الجامعات بالمعدات الأكثر تقدمًا.
لا يوجد تعليقات