تنبؤات بتضاعفها.. لماذا يختار العرب الاستثمار في تركيا؟ (تقرير)
كتب/ إبراهيم هايل
تصاعدت الاستثمارات العربية في تركيا بشكل لافت خلال السنوات العشر الماضية، وأصبح السوق التركي جاذبا للعديد من المشاريع السهلة والمربحة، لكونه من أفضل الأسواق التي تجذب المستثمرين العرب والأجانب وتوفر لهم مزايا تساعد على تحقيق النجاح في مشروعاتهم.
ولعل ما يشجع المستثمرين العرب على تأسيس الشركات في تركيا إضافة إلى الحوافز الحكومية، هو البعد الجغرافي والتاريخي بين الشعبين التركي والعربي، الذي تعزز خلال الفترة الماضية مع لجوء الملايين من العرب لتركيا بحثا عن حياة أكثر سعادة واستقرارا.
الاستثمارات العربية
استقطبت تركيا خلال السنوات الماضية أكثر من 6 ملايين عربي أغلبهم من المستثمرين الذين جاءوا من دول الخليج فضلا عن أولئك الذين قدموا من دول تشهد أزمات.
إلا أن العلاقات العربية التركية ليست وليدة العقد الأخير المرافق للربيع العربي، بل تمتد جذورها إلى قرون طويلة بفعل تداخل الكثير من العائلات العربية والتركية، حيث أن التواجد العربي في تركيا اليوم هو جزء من هذا التاريخ والجغرافيا والثقافة الإسلامية، بحسب الدكتور المقيم في تركيا منذ سنوات، هيثم بدرخان.
ويضيف بدرخان لصحيفة "نافذة اقتصادية"، أنه "لا بدّ من استثمار الإنسان العربي والتركي خاصة أنه لكل شعب خصوصيته التاريخية في التجارة وفن الإدارة، الأمر الذي من الممكن أن يعمق السوق المشتركة بين المجتمعين".
وحول آفاق الاستثمارات في تركيا قال بدرخان إن "الاستثمار العربي والتركي يتسم بأنه بين البدائي والمتوسط، إلا أن تركيا قطعت أشواطا كبيرة في الصناعات العلمية المتطورة، وهو ما يشكل آفاقا مهمة أمام المستثمرين والشباب العرب في تركيا لتأسيس شركاتهم الخاصة والبدء بمشاريعهم".
من جهته، قال الدكتور وسيم بكراكي، رئيس جمعية الثقافة والصداقة اللبنانية "توليب"، والتي تعد جمعية الجالية اللبنانية في تركيا، إن "الوجود العربي في تركيا ساهم عبر الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء بإنعاش الاقتصاد التركي بنسبة جيدة في أوقات كانت تركيا بحاجة إلى تدفق الأموال".
وأرفد بكراكي لصحيفة "نافذة اقتصادية"، أنه "لو تمكن الجانب التركي من تسهيل البيروقراطية في التعامل مع الأمور الرسمية كمواضيع الإقامة وإذن العمل لأصحاب الشركات، لاستطاعت تركيا الاستفادة من كم مضاعف مرات عديدة عما نشاهده اليوم من شركات ومؤسسات ورجال أعمال عرب".
فرص استثمارية مميزة
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع العام الجاري أن الحكومة التركية ستبدأ بحملة إصلاحات شاملة في بنية الاقتصاد التركي، بهدف خلق فرص عمل جديدة وتشجيع الشركات الناشئة والمستثمرين في البلاد.
وفي السياق، أضاف بكراكي أن "الدولة التركية قدمت العديد من الأمور الجيدة لدعم المستثمرين والشركات، مثل الحصول على الجنسية للمستثمرين العرب الذين يشترون عقارا بقيمة 250 ألف دولار أو لمن يستثمر بقيمة 500 ألف دولار في مجالات محددة، كما أن الدولة التركية سهلت مواضيع تأسيس الشركات وتقديم عروض لدخول المستثمرين في مشاريع مدعومة من قبلها".
ولفت بكراكي أنه "على الرغم من ذلك، توجد بعض المعوقات مثل وجود بعض القوانين غير واضحة المعالم التي تتعلق بتسهيلات الإقامة وغيرها"، لافتا أن "على الحكومة التركية أن تعمل على تعديلها لإعطاء الأمان للمستثمرين بشكل أفضل".
مجالات الاستثمار
وقال بكراكي إن أغلب الاستثمارات العربية تتركز في مجال العقارات والتطوير العقاري والقطاع الصحي والمواد الغذائية والمطاعم والزراعة والتجارة، لافتا إلى وجود العديد من الشركات الناجحة في تركيا.
وأكد أنه "بالنسبة للقطاع الصحي فلم يلق النجاح المطلوب لدخول موضوع معادلة الشهادات وتفضيل المؤسسات العربية توظيف أطباء وعمال القطاع الصحي غير المرخصين وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة أبعدت المواطن التركي عن الدخول إلى تلك المؤسسات".
وأشار إلى أن "القطاع التعليمي والمدارس الدولية مشاريع قائمة تغطي حاجة الجاليات العربية بشكل كبير أيضا"، مضيفا أنه "فيما يتعلق بالمطاعم والقطاع السياحي فإنه المجال الأكثر إبداعا من قبل العرب، حيث تنتشر في مختلف شوارع وأزقة تركيا العديد من الماركات والمطاعم الشهيرة التي يملكها عرب.
أرقام تحفيزية مبشرة
تقدم الحكومة التركية الدعم لجميع الشركات عبر المساعدة في تكوين الاسم التجاري والمعارض الخارجية وقضايا أخرى كثيرة تتعلق بالصناعة وترويج البضائع والسياحة الطبية، بحسب الباحث المهتم بالشأن التركي أحمد الحوري.
وأضاف الحوري أن "الشركات العربية تستفيد من هذا الدعم بصفتها شركات أسست في تركيا فأصبحت شخصية اعتبارية تركية تحصل على المحفزات نفسها الخاصة بالشركات التركية".
وفي بيان أصدره “اتحاد الغرف وتبادل السلع في تركيا” (TOBB) أوضح إن هناك زيادة في عدد الشركات التي اُسست حديثًا، حيث ارتفع بنسبة 15% على أساس سنوي في الربع الأول من 2021.
وأظهر التقرير أن 32.064 شركة تم تشكيلها في أول ثلاثة أشهر من العام، بينما تشكلت 27908 شركة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي آذار/ مارس، بدأت 10879 شركة ممارسة الأعمال في تركيا، بارتفاع بنسبة 31.5% على أساس سنوي، وفقًا للبيان.
بدوره ذكر موقع “startups.watch” في بيانات نشرها على الإنترنت، تحت شعار “منظومة الشركات الناشئة التركية في الربع الأول من 2021”، أن الشركات الناشئة في تركيا حققت أرباحا وصلت لأكثر من 508 ملايين دولار في الربع الأول من العام الجاري.
وفي شهر مارس/آذار الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "تركيا شهدت تدفقا متزايدا في رأس المال الدولي تجاهها خلال الآونة الأخيرة"، مؤكدا أن “تركيا لا تزال مثالا يحتذى به في العالم لثبات الاقتصاد”.
لا يوجد تعليقات