تطور الشراكة الاقتصادية بين تركيا والسودان.. فما طبيعتها ومستقبلها؟‎

يشهد التعاون الاقتصادي بين تركيا والسودان حالة من الرواج وهي ليست بالجديدة على الطرفين، فهناك تاريخ طويل يجمع بين البلدين وبخاصة في النشاط الاقتصادي، ولكن مع رفع العقوبات والقيود الدولية التي كانت مفروضة على السودان بتهمة (رعاية الإرهاب)، فإنه من المتوقع أن يزداد حجم التعاون الاقتصادي بين الطرفين.

ويأتي هذا جليا في تغريدة للسفير التركي بالخرطوم، عرفان نذير أوغلو، في 30 مارس/آذار الماضي، إنه "حسب دراسة معهد الإحصاء التركي، فإن صادرات السودان إلى تركيا زادت بنسبة 28 بالمئة في العام 2020 مقارنة بالعام 2019، حيث بلغت 105 ملايين دولار".

 كما وقع الجانبان على اتفاق ينص على زيادة توليد الشركات التركية العاملة في قطاع الكهرباء بالسودان للطاقة إلى 250 ميغاواط، صعودا من 150 ميغاواط حاليا اي بزيادة تبلغ 67 بالمئة، اعتبارا من أيار/مايو المقبل.

 وتستثمر تركيا من خلال عشرات الشركات في السودان، ضمن قطاعات زراعية والتصنيع الزراعي بما فيها الثروة الحيوانية، إلى جانب قطاعات الطاقة الكهربائية والتعدين والذهب.

  وحسب السفير التركي، فقد "شهدت العلاقات تطورين جديدين بين البلدين، أحدهما، بدء شركة طيران ثالثة تنفيذ رحلات بين تركيا والسودان؛ سيكون هناك ما يقرب من رحلتين يوميا بين البلدين؛ بينما التطور الآخر، هو أن رحلات السفن المباشرة ستبدأ بين إسكندرون وبورتسودان.. آمل أن تذهب البضائع إلى تركيا والسودان بسرعة".

 مكسب اقتصادي

 وينعكس هذا التعاون الاقتصادي بين البلدين على الشركات التركية بشكل خاص والتي تجد أمامها فرصة كبيرة لتعزيز نشاطها التجاري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والسودان نحو 398 مليون دولار عام 2019، و481 مليون دولار في 2020.

 ويرى الخبير الاقتصادي أبوبكر الناي، أن التوسع الاقتصادي التركي داخل السودان يعد بوابة لأنقرة لمزيد من النشاط التركي في القارة السمراء".

 وأضاف الناي، لـ"نافذة اقتصادية"، أن السودان تعد بيئة خصبة للاستثمارات الكبرى، وبالتالي دخول الشركات التركية إلى السودان سيمكنها من التمتع بالموارد البكر التي لم يتم استغلالها بشكل جيد خلال العقود الماضية".

 وشهد التبادل التجاري بين تركيا ودول إفريقيا ارتفاعا كبيرا حيث أنه في عام 2003 لم يتجاوز 5.4 مليار دولار، ولكن هذا الرقم تضاعف بشكل قياسي ليبلغ 26 مليار دولار في 2019، وتطمح أنقرة إلى أن يرتفع هذا الرقم إلى 50 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، حيث فتحت 26 مستشارية تجارية بسفاراتها في إفريقيا لتعزيز هذا الطموح.

 مستقبل العلاقات

 وتطمح أنقرة إلى تحفيز التعاون الاقتصادي مع الخرطوم خلال الفترة القادمة من خلال توقيع العديد من الاتفاقات التجارية والاستثمارية.

 وأعرب نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، في 28 مايو/آيار الجاري، عن ثقته بأن يصل التبادل التجاري مع السودان إلى مستويات مرتفعة جدا، مع دخول اتفاقية الشراكة التجارية والاقتصادية الموقعة عام 2018 بين البلدين حيز التنفيذ.

 كما دعا اتحاد أصحاب العمل السوداني (غير حكومي)، خلال شهر مارس/آذار الماضي، إلى إقامة شراكات استثمارية استراتيجية مع تركيا.

 والسبت، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بعد اختتام زيارته في تركيا عن توقيع اتفاقيات مع الجانب التركي تبلغ حوالي 10 مليار دولار.

 وتوقع الناي، أن تشهد العلاقات التركية والسودانية مزيد من التعاون خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن الاتفاقات الأخير التي أعلن عنها حميدتي تنم عن أن تركيا ترى فائدة كبرى في الخرطوم".

 وطالب الناي، الحكومة السودانية بضرورة العمل على تحسين البنية التحتية في البلاد وخلق بيئة استثمارية جذابة تعمل على تحفيز الشركات الأجنبية، وكذلك التخلص من البيروقراطية التي تميت النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى القضاء على الفساد بكل أنواعه".

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات