تركيا تحقق أرقامًا قياسية في صادراتها خلال 7 أشهر.. فما هي الأسباب؟

شهدت الصادرات التركية حالة من الصعود الغير مسبوق خلال السبعة أشهر الماضية لتسجل أرقام قياسية بواقع 121.4 مليار دولار، ما دفع وزير التجارة التركي محمد موش للحديث توقعات بوصول إجمالي الصادرات لعام 2021 إلى ما يتجاوز الـ 200 مليار دولار.

ويأتي هذا الصعود نتيجة ارتفاع وتيرة الطلب على السلع التركية، وسط تعاف تدريجي في الطلب العالمي على الاستهلاك، وعودة عجلة الإنتاج بعد شهور من الارتباك الناجم عن تفشي جائحة كورونا.

وأظهرت بيانات مجلس المصدرين الأتراك أن أسواق الولايات المتحدة، وإيطاليا، وألمانيا، وهولندا تصدرت وجهات الصادرات التركية.

وبلغت صادرات مدينة إسطنبول فقط لمختلف دول العالم أكثر من 35 مليار دولار، في الـ7 أشهر الأولى من العام الحالي، وقد تصدرّت ألمانيا قائمة الدول المستوردة، وفقاً لبيانات مجلس المصدّرين الأتراك.

ووفق حسابات الأناضول استنادا إلى بيانات المجلس، وصل حجم التجارة التركية الخارجية إلى 231.1 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2021.

وحققت الصادرات التركية إلى ليبيا، نموا بنسبة 58 بالمئة، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.

حيث أظهرت بيانات مجلس المصدرين الأتراك أن صادرات تركيا إلى ليبيا ارتفعت خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2021 بنسبة 58 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتحقق مليارا و325 مليون دولار.

أسباب النمو

ويرجع أسباب نمو الصادرات التركية إلى نمو العديد من القطاعات وبخاصة في الإنتاج الصناعي حيث ارتفع مؤشر الإنتاج الصناعي في تركيا الذي يقيس إجمالي حجم الإنتاج الصناعي في الدولة بغض النظر عن قيمته السعرية خلال يونيو/ حزيران 2021، بنسبة 23.9 بالمئة على أساس سنوي.

كما أظهرت البيانات أن مؤشر قطاع التعدين والمناجم ارتفع بنسبة 24.3 بالمئة، والصناعات التحويلية 24.8 بالمئة.

بينما حققت صادرات قطاع الصناعات الكيميائية التركية، نمواً بنسبة 34.9 بالمئة، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وذلك مقارنة بالفترة المناظرة من العام الماضي، حيث بلغت صادرات القطاع في شهر يوليو فقط 1.92 مليار دولار.

بينما سجل قطاع الزراعة أرقام قياسية أيضا حيث حقق نمواً بنسبة 4.1 بالمئة، خلال يوليو/تموز الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، فبحسب معطيات مجلس المصدرين الأتراك، بلغت قيمة صادرات قطاع الزراعة خلال يوليوفقط، مليارين و33 مليون دولار.

فيما حققت صادرات قطاع المجوهرات في تركيا، نموا بنسبة 48.5 بالمئة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2020، بواقع مليارين و916 مليون و544 ألف دولار، لتحل المجوهرات في المركز الرابع ضمن القطاعات التي سجلت أكبر نسبة نمو في تركيا.

كما سجلت صادرات منتجات صناعة السيارات الفرعية التركية، في النصف الأول من العام الجاري، عائدات بنحو 5 مليارات و946 مليونا و591 ألف دولار لتشكل 41.34 بالمئة من إجمالي صادرات القطاع، بينما بلغت قيمة إجمالي صادرات صناعة السيارات التركية 14 مليارا و382 مليونا و693 ألف دولار.

ويرى الباحث الاقتصادي، إبراهيم الطاهر، أن النمو الحاصل في الصادرات هو أمر طبيعي نتيجة أن الاقتصاد التركي قائم على قاعدة إنتاجية قوية قادرة على استيعاب أكبر قدر ممكن من الطلب العالمي.

وأضاف الطاهر، خلال حديثة لـ"نافذة اقتصادية"، أنه من المتوقع أن تشهد الصادرات التركية مزيد من الازدهار خاصة مع تراجع سعر الليرة المحلية أمام الدولار بالإضافة إلى استقرار سعر الفائدة مما يتيح الفرصة أمام المستثمرين المحليين في زيادة إنتاجهم ومشاريعهم.

ورفعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعاتها بشأن معدلات النمو الاقتصادي في تركيا العام الحالي من 6.3 إلى 7.9 بالمئة، مع نظرة مستقبلية "مستقرة".

كما ارتفع مؤشر الثقة في الاقتصاد التركي 2.3 بالمئة على أساس شهري في يوليو/ تموز الجاري، ليبلغ 100.1 نقطة، بحسب بيان هيئة الإحصاء التركية.

ولفت البيان إلى أن مؤشر الثقة ازداد بمعدل 2.3 بالمئة مقارنة مع يونيو/ حزيران الماضي، موضحا أن تسجيل هذه الزيادة جاءت نتيجة ارتفاع مؤشرات ثقة المستهلك وقطاع الخدمات وتجارة التجزئة وقطاع البناء.

في حين سجل مؤشر ثقة قطاع تجارة التجزئة زيادة بنسبة 3.7 بالمئة ليبلغ 109.6 نقاط، ومؤشر ثقة قطاع البناء بمعدل 4.7 بالمئة ليبلغ 86.3 نقطة.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات