تركيا..ودورها في استعادة أمجاد أمة 

 

بعد عقود من العمل على انسلاخ الأمة من هويتها الإسلامية وفرض التبعية لمنظومة عالمية تسعى لتجريد المسلمين من دينهم وبذل الكثير لمحو تعاليمه من نفوسهم.

ومع ظهور أزمة "فيروس كورونا" التي أثرت على اقتصاديات الدول وعلى مواردها البشرية، الأمر الذي جعل الحكومات في حالة سباق مع الزمن لإيجاد مصل أو علاج لهذا الفيروس، وهنا طُرِحت تساؤلات عِدة؛ ما دور الدول الإسلامية في هذا المضمار؟ هل لدينا جامعات ومراكز للبحث تؤهلنا لذلك؟ هل استثمرت الأمة مواردها البشرية أم أنها مقيدة في رداء التبعية؟.

عُدتُ بالذاكرة لتاريخ المسلمين وسير أعلام الطب والجامعات التي كانت مفتوحة للطلبة من بلاد الغرب لتلقي مختلف العلوم، وملوك أوروبا الذين كانوا يأتون لبلاد المسلمين لتلقي العلاج، وفرض الحال في لمحةٍ سريعة عقد مقارنة بين حال أمتنا بالأمس والذي دعى الطبيب والمؤرخ الفرنسي،جوستاف لوبون، للتمني أن تصبح بلاده كبلاد المسلمين حين قال:" ليت المسلمون يستولون على فرنسا، لعلّ باريس تصبح في مكانة قرطبة في إسبانيا"، وبين حالها اليوم الذي يحتاج إلى صحوة ووقفة.

لستُ هنا لسرد نجاحات الأوائل والعيش في ماضٍ يدعو إلى الاعتزاز، ولأن واقع الأمة يملؤه الأسى بات من الضروري أن تستفيق العقول وتدرك إلى أي حال أوصلتنا الأنظمة الاستبدادية التي لا تعرف سوى الخضوع والتبعية والخيانة، والتي بدلاً من أن تكون وظيفتها النهوض بشعوبها وتوفير سبل العيش الكريم، وصلت لسدة الحكم لتؤدي دورًا وظيفيًّا مختلفًا ليس من ورائه سوى هدم متعمد للأجيال الناشئة واستعباد وقهر الشعوب، تلك الأسباب التي ولّدت حالة يأس وهجرة الكفاءات والعلماء ليُصبح بذلك العالم الإسلامي منفذًا استهلاكيًا يعجز عن إنتاج ما يضمن له الاستقلالية والبقاء.

هذا ما خُطط له على مدى عقود طويلة، وإذا جاء رئيس مسلم يريد لوطنه وأمته الاكتفاء وسعى ليُنتج سلاحه و غذاءه و دواءه، حاكوا له المؤامرات واتحدوا لعزله وإسقاطه حتى وإن كان ذلك عن طريق "انقلاب عسكري" متجاهلين أُسس الديموقراطية التي تغنّوا بها في كل محفلٍ ونصَّبوا المستبد ليحكم وفق ثلاثية متبعة لكسر إرادة الشعوب بإغراقهم في حالة من "الفقر والجهل والمرض".

جاءت تصريحات وزير الصحة التركي تبشرنا بنجاح 3 لقاحات محلية من أصل 13 لقاح في اختبارات أجريت على الحيوانات، لتبدأ مرحلة التجارب البشرية، لتحفظ للأمة "ماء وجهها" من فكرة التبعية وانتظار المُكبل مسلوب الإرادة الذي ينتظر من يمد له يد العون.

وسعت تركيا بقيادة، الطيب أردوغان، بصمود وعزم على قهر مخططات من أرادوا لأمتنا التبعية وعملت على استعادة جزء من دور الأمة الريادي، ونجحت في مجالات متعددة منها الصناعات الدفاعية والدوائية، وهذا هو السبب الرئيسي في الهجمات الشرسة الموجهة لها على كافة الأصعدة، والرافضة لوجود بلد مسلم وحاكم يريد لوطنه ولأمته التقدم والازدهار منطلقًا من إيمان راسخ وعملاً بقول الحق سُبحانه وتعالى"وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رِباط الخيل تُرهبون به عدو اللهِ وعدوَّكُم".

ما يحدث الآن على الصعيد العالمي من هجوم ومحاربة تفوق واستقلال أي بلد مسلم يُؤكد ازدواجية المعايير ونفاق المجتمع الدولي وأن المعاداة ليست لدول بعينها ولكنها معاداة للإسلام، يتصدى لها قِلة فطنة مخلصة من أبناء هذه الأمة على رأسهم الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان، بالإعداد والتخطيط الجيد والقيادة الحكيمة لقطار النهوض والاستقلالية، فمن يا تُرى؛ سيلحق بهم ويتحد معهم ليُعيد لأمتنا عِزها وريادتها؟.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

عابر سبيل 2020-10-15

مقال جيد، يلامس واقع الأمة بالتوفيق