انتخابات الرئاسة الأمريكية.. بين الاستعراض وحقيقة التأثير

 
(وجهة نظر عربي/متأمل)
 
فاضل الحايك
 
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بدأت أنظار العالم تتجه نحو ساحة المنافسة بين المرشحين وبدأت التوقعات والتحليلات تأخذ بُعدًا أكثر زخمًا، 
ولمَ لا؟ والانتخابات ستفرز الفائز بمنصب الدولة التي تُعد بنظر الكثيرين الأكبر تأثيرًا في العالم كقوة ضغط سياسي وانتشار عسكري وثقل اقتصادي جعل من عملتها العملة الأكثر تداولا في العالم. 
 
كما أن جانبًا من هذه الإنتخابات يحمل طابعًا استعراضيًا يجذب المتابعين من حول العالم، خاصة مع وجود مرشح "خبير" في الاستعراضات الترفيهية كدونالد ترامب. 
 
بداية لا أريد أن أقلل من أهمية هذه الانتخابات أو تأثير اختيار أحد المرشحين بدلاً عن الآخر، على الأقل في السياسة الأمريكية الداخلية تجاه مواطنيها، ولكن أريد أن أطرح بعض التساؤلات كـ"عربي مسلم" ينتمي إلى منطقة يتم استغلال قضاياها في البرامج الانتخابية لكلا المرشحين، و كشخص وجد نفسه مع كثيرين محاط ومغرق إعلاميًا بأخبار هذه الانتخابات. 
 
التساؤلات (أ)... من (أ)ولاً:
- ما تأثير اختيار أحد المرشحين على السياسة الأمريكية الخارجية وخاصة على المنطقة العربية؟
- ما تأثير اختيار أحد المرشحين على تعاطي الحكام العرب للسلطة أو على تعاملهم مع شعوبهم؟
 
في الحقيقة إن السياسية الخارجية الأمريكية  تخضع بالدرجة الأولى لمصالحها الخاصة وإن ظهر تغير بسيط في هذه السياسات فإن عنصر المصالح المكتسبة هو الدافع الأقوى، وتحدد هذه المصالح من خلال مؤسسات وهيئات الولايات المتحدة الأمريكية كالمؤسسات العسكرية والأمنية والهيئات الاقتصادية المالية والنقدية، بالإضافة إلى الجهات الأعمق وعلى سبيل المثال لوبيّات "السلاح والدواء"، ويتم تحقيق هذه المصالح عبر أدوات واستراتيجيات تعتمدها أمريكا منذ تغير خارطة توزيع القوى بعد الحرب العالمية الثانية وخلال فترة الحرب الباردة، كأدوات السياسات الاقتصادية والعمليات المخابراتية، وبالتالي فإن دور الرئيس الأمريكي (أيًا كان) في التأثير الدولي لا يخرج عن هذه المنظومة، وما المنطقة العربية إلا ساحة لاستخدام هذه الأدوات وتحقيق المصالح، وهذا ما يقودنا للإجابة على التساؤل الثاني.
 
طالما تحقق الولايات المتحدة الأمريكية مصالحها في المنطقة ،وبمعنى أدق طالما يحقق الحكام العرب "المصالح" الأمريكية في المنطقة فلا يهم ما يفعله الحكام بشعوبهم. 
بل تصبح أي محاولة تغيير لهؤلاء الحكام من قِبَل شعوبهم هي خطر مباشر على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الدوليين الذين وجدوا في المنطقة العربية ساحة خصبة لتحقيق مصالحهم أيضًا.
وعندما تقف الولايات المتحدة الأمريكية مع تغيير يريده شعب ما تجاه الحاكم، فمعنى ذلك أن قوة وحجم ما يطلبه هذا الشعب أكبر من إيقافه وما هي إلا فترة قصيرة وتُحكم أمريكا سيطرتها على هذا التغيير وتقوده لصالحها عبر أدواتها وأتباعها. 
 
وهنا أختم المقال بتساؤلات سأترك للقارىء ولنفسي حرية الحلم وحق الإجابة عليها مستقبلاً بطريقة أكثر أملاً. 
التساؤلات (أ)... من (أ)مل:
 - متى ستتجه أنظار الشعوب العربية إلى مناظرة "حقيقية" بين مرشحين لرئاسة بلد عربي بدلاً من مشاهدة هكذا مناظرات "حقيقية واستعراضية" لدول أخرى؟ 
- متى ستتمتع الشعوب العربية بحق وحرية اختيار مرشحيها الرئاسيين بدلاً من التحسر على ضياع أبسط الحقوق والحريات لديها؟.

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات