السويد.. "الشؤون الاجتماعية" تجاوزات فردية أم قانون يستهدف اللاجئين؟(تقرير)


السويد.. "الشؤون الاجتماعية" تجاوزات فردية أم قانون يستهدف اللاجئين؟

بعد بصيص الأمل المنبثق من ثورات "الربيع العربي"، ومرورا بمنعطفات التآمر والخذلان التي تعرضت لها الشعوب لإجهاض ثوراتهم، وصولا لقرار النزوح أو الهجرة، اتجهت أنظار عدد كبير من العرب والمسلمين إلى الهجرة (طوعًا أو كرهًا) إلى الدول الأوروبية، في محاولات للبحث عن حياة أفضل وبيئة آمنة وربما وطن بديل، ليواجهوا واقع مختلف وتحديات في المهجر لم تكن ضمن حساباتهم.

يعيش عدد من اللاجئين (العرب والمسلمين) في دولة السويد قضية ومعاناة مع مصلحة الشؤون الاجتماعية (السوسيال)، حيث تقوم بسحب الأطفال من ذويهم بزعم أن هناك عنف أسري داخل هذه الأسر، وإعطائهم إلى أسر بديلة ترعى شؤونهم، بينما يحرم الوالدين من فلذات أكبادهم، واقع يطرح عدد من التساؤلات:

- هل ما تقوم به "الشؤون الاجتماعية" في إطار القانون أم أن هناك تجاوزات؟.

- هل هناك جهة رقابية للتحقق من ضرورة سحب الأطفال من ذويهم؟.

- هل يسمح القانون الدولي بمثل هذا الإجراء؟

-وإلى متى يظل حرمان الوالدين من حضانة أطفالهم؟


إحصائيات

أكد تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن هناك أكثر من 82.4 مليون شخص حول العالم فروا من ديارهم، منهم 26.4 مليون لاجئ نحو نصفهم دون الـ18 من العمر.

ونشرت صحف رسمية سويدية أن هناك 20 ألف طفل لاجىء قامت مصلحة الشؤون الاجتماعية بأخذهم من أسرهم وإعطائهم لأسر بديلة تقوم على رعايتهم، وهو الأمر الذي زاد من معاناة اللاجئين والمهجرين.

اوقفوا خطف أطفالنا
وعبر وسم "اوقفوا خطف أطفالنا" تداول عدد من الناشطين أخبار هذه الأسر، "يا أولادي وينكم؟ أنا السبب أنا من أتيت بكم لهذا البلد" بهذه الكلمات تحدث اللاجىء السوري دياب مُستعرضا قضيته مع مصلحة الشؤون الاجتماعية.
حيث لجأ إلى السويد مع زوجته و4 أطفال، وأخذت الشؤون الاجتماعية منه جميع أطفاله بعد 8 أشهر من إقامته ومنع من رؤيتهم إلا من خلال صور إلكترونية، وحينما وضعت زوجته مولودها الخامس أُخذ  أيضًا ليُعطى لأسرة بديلة، الأمر الذي جعلهما في حالة نفسية يرثى لها.

فيما قال رشاد التلاوي( روائي لبناني):" قصتي طويلة، وهي امتزاج بين الجنة المزعومة مع المعاناة"، والذي يعيش القضية بتفاصيل مختلفة حيث أخذ منه ولده منذ 6 سنوات، موضحًا:" ولدي مُقعد لا يقوى على الحركة خطفته أيادٍ شريرة، وأمه كل همها كيف تحمي طفلها، وهو حقها، لتقع بين فكي عصابة شيطانية تتاجر بأطفالنا، وأضاف: "مؤلم حقا في أن يُحرم الوالدين من فلذات أكبادهم.

فيما عرضت نجوى عبدالكريم مشكلتها، حيث أُخذ منها بناتها الأربعة (نادين، زهرة، نانسي، مريم ) قائلة: "نعم أوافق على أنه يجب أن تظهر وترى على وسائل التواصل الاجتماعي ماذا تفعل الخدمات الاجتماعية للأطفال، وكيف يتم السيطرة على الأطفال بالمخدرات والاعتداء الجنسي.

وتؤكد نجوى أن "الشؤون الاجتماعية" يعرفون ذلك لكنهم يحتفظون به سرًا لأنفسهم وفي النهاية كل شيء يخرج، مضيفة: "الخدمة الاجتماعية عار على المجتمع كيف يمكنهم بيع أطفالنا إلى أماكن مختلفة مثل بيوت العائلة HVB".

وتعالت صرخات الأهالي عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مطالبين كل من في قلبه رحمة بالتفاعل مع قضيتهم ونشرها على أوسع نطاق حتى يرفع عنهم هذا الظلم ويستردون أطفالهم.

حول هذه القضية طالب الدكتور حامد الإدريسي، في تغريدة له على تويتر، بإجراء تحقيق مستقل وشفاف في قضية اختطاف الأطفال في السويد حيث أن هناك اعتداءات على أطفال المسلمين تحديدًا، وهناك أخبار عن أياد تنصيرية، مؤكدًا على ضرورة التفاعل لإنقاذ أطفال المسلمين.

خرق للقانون

فيما أعلنت الدكتورة سوسن كسحة، أستاذة القانون الدولي، تضامنها وتطوعها للدفاع عن هؤلاء الأطفال ضد الخروقات التي تحدث في السويد.

وأوضحت أن هناك تنسيق بين عدد من الحقوقيين الدوليين لإيصال صوتهم للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية، على أن يتم الالتزام التام بعُرف ومواد القانون الدولي.

  


 

شارك الخبر

أخبار ذات صلة

تعليقات

لا يوجد تعليقات