موازنة تونس 2022 تائهة بين "النقد الدولي" والأوضاع الداخلية (تقرير)
- مركز الأخبـار- AA
- الجمعة , 7 يناير 2022 9:23 ص بتوقيت جرينتش
موازنة تونس 2022 تائهة بين "النقد الدولي" والأوضاع الداخلية (تقرير)
* سليم بسباس وزير المالية الأسبق: الميزانية مرتهنة إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي
* محمد صالح العياري، المستشار الجبائي: قانون المالية تم إعداده في ظروف استثنائية
أعلنت الحكومة التونسية في 28 ديسمبر/كانون أول الماضي، عن قانون المالية لعام 2022 بعد تأخير بقرابة الشهر عن آجاله الدستورية.
وأثار هذا القانون العديد من الانتقادات الواسعة في الأوساط الاقتصادية، منذ بداية الإعلان عن التسريبات الأولية لأهم الإجراءات التي تضمّنها.
ويقدّر حجم الميزانية لعام 2022 بـ 57.2 مليار دينار (19.8 مليار دولار) أي بزيادة بـ 3.2 بالمئة مقارنة بقانون المالية التعديلي لعام 2021.
وتتوقع الحكومة تسجيل نمو بـ 2.6 بالمئة في كامل العام 2022، مقارنة بـ 2.8 بالمئة متوقعة في قانون المالية التعديلي لعام 2021.
وتعتمد الموازنة على معدل سعر برميل النفط في حدود 75 دولار مقابل معدل 70 دولار في الميزانية التعديلية 2021.
وفي اتصال هاتفي مع الأناضول، أكد سليم بسباس وزير المالية الأسبق، أن "احتياجات التمويل وخاصة الخارجية منها مرتهنة بفرضية التعاقد مع صندوق النقد".
وانطلقت تونس في مفاوضات تقنية جديدة مع صندوق النقد منتصف مايو/أيار 2021، بهدف الحصول على قرض جديد بحوالي 4 مليارات دولار، لكن بسبب عدم الوضوح السياسي تمّ تجميدها واستئنافها في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
** "شروط" النقد الدولي
وأوضح أن "الاتفاق مع صندوق النقد مرتبط بالانطلاق في الإصلاحات بالمحاور الرئيسية التي يحرص الصندوق على إقرارها".
ويشترط صندوق النقد الدولي، قبل الدخول في أية برامج إصلاحية، وجود توافق واستقرار سياسي يسهل على فريقه العمل على تحديد الاحتياجات والإصلاحات".
إلا أن هذا الاستقرار ما يزال غير متوفر في البلاد، بعد إجراءات أحادية نفذها الرئيس التونسي قيس سعيد في يوليو/تموز الماضي، شملت عزل البرلمان، وإقالة الحكومة وإجراءات فردية أخرى.
ويُقدّر حجم الاقتراض الخارجي بـ 12.6 مليار دينار (4.3 مليارات دولار) مقارنة بـ 12.1 مليار دينار (4.12 مليارات دولار) في قانون المالية التكميلي لعام 2021.
وتتمثل هذه الإصلاحات، "في الضغط على كتلة الأجور والوصول بها إلى مستوى مقبول، حسب المعايير الدولية، حيث يجب ألا تتجاوز 12 أو 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي".
"أيضا، رفع الدعم الكلّي عن المحروقات وتوجيهه بكل شفافية إلى الفئات المستهدفة، إضافة إلى إصلاح المؤسسات العمومية"، وفق الوزير الأسبق.
وشدّد أنه "المهم أن يقبل الصندوق بالإصلاحات المقدمة من طرف الحكومة، وبالتالي الموافقة على برنامج جديد.. باعتبار حساسية هذه الإصلاحات وتداعياتها الاجتماعية وحتى السياسية، يحرص الصندوق على أن تكون هذه الإصلاحات في إطار مناخ من التوافق السياسي والاجتماعي".
** الإصلاحات.
وأكد بسباس أن "التحدّي بالنسبة إلى الحكومة للوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد، وإنجاز ميزانيتها، مرتبط بتنفيذ الإصلاحات ومدى مقبوليتها السياسية والاجتماعية".
"التململ الاجتماعي وخاصة عدم اتفاق الطبقة السياسية على برنامج الإصلاح السياسي الذي أعلنه رئيس الجمهورية، كلها مؤشرات على أن مناخ الوئام الاجتماعي والتوافق السياسي والاستقرار المؤسساتي هو تحدٍّ".
وحول الفرضيات التي بنيت عليها موازنة 2022، قال بسباس إن فرضية سعر برميل النفط عند 75 دولارا للبرميل، هي فرضية معقولة، رغم أن الوضع العالمي مرتبط بمدى قدرة الاقتصاديات على الانتصار على جائحة كورونا وعودة الطلب".
**ظروف استثنائية..
من جهته، يعتبر محمد صالح العياري المستشار الجبائي وعضو المجلس الوطني للجباية، إن قانون المالية لعام 2022 تم إعداده في ظروف استثنائية.
وقال العياري في تصريح للأناضول: "لا يمكن طلب المستحيل من الحكومة في إعداد قانون مالية في ظرف شهرين، مع الأخذ بالاعتبار، كل الصعوبات السياسية والاقتصادية التي مرت بها بلادنا".
وأكد العياري أن "قانون المالية فيه عديد الإجراءات لكن ليس فيه كل شيء.. كنا نتمنى أن يتضمن بعض الإجراءات الجريئة والإصلاحات الهامة، لكن نظرا للظروف الاستثنائية لم تتمكن وزارة المالية من إدخال العديد من الإجراءات".
"لكن هناك قانون مالية تعديلي، وننتظر من الحكومة أن تحضره في مايو/أيار المقبل، وفيه كل الإجراءات التي يمكنها دفع هام للاستثمار وخلق مواطن الشغل".
واستعرض العياري، عدد من الإجراءات التي يراها إيجابية وعندها علاقة بدفع الاستثمار ولو بصفة محتشمة.
ومن هذه الإجراءات، إحداث خط تمويل لفائدة أصحاب المشاريع والمهن الصغرى، وأيضا إحداث خط تمويل لمؤسسات الاقتصادي والاجتماعي التضامني.
وأكد محدثنا "صحيح أن هذا القانون ليس فيه ما كنا نطمح له، ولكن في ظرف استثنائي لا يمكن طلب أكثر من ذلك".
ويعتبر العياري أن الفرضيات التي بُنيت عليها ميزانية عام 2021 كانت طموحة أكثر من اللازم؛ متوقعا ألا تتجاوز نسبة النمو في كامل العام 2021، 2.2 بالمئة أو 2.3 بالمئة، من توقعات 2.6 بالمئة.
لا يوجد تعليقات