الدول المغاربية.. تحركات دبلوماسية ووقفات شعبية لدعم فلسطين (تقرير)
- مركز الأخبـار- AA
- الجمعة , 21 مايو 2021 5:46 ص بتوقيت جرينتش
الدول المغاربية.. تحركات دبلوماسية ووقفات شعبية لدعم فلسطين (تقرير)
- تونس تحركت على مستوى مجلس الأمن لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، والجزائر تجاوزت الفيتو الأمريكي عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعوات ليبية لإرسال السلاح إلى المقاومة الفلسطينية، واقتراح موريتاني بآلية دولية لحماية الفلسطينيين، والمغرب يرسل 4 طائرات محملة بالمساعدات
رغم بعد المسافة، إلا أن الدول المغاربية واصلت دعمها للشعب الفلسطيني ضد عمليات قصف الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، وسعي المستوطنين لطرد الفلسطينيين من بيوتهم في حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
ويعكس التحرك المغاربي سواء الرسمي أو الشعبي تجاه قضية فلسطين بكل تشعباتها وتعقيداتها وعيا بحقيقة الصراع في هذه المنطقة، خاصة وأن "باب المغاربة" بالقدس، مازال شاهدا على مشاركة الشعوب المغاربية في زمن صلاح الدين الأيوبي في تحرير بيت المقدس (1187م).
وتنوع هذا الدعم المغاربي لفلسطين بين مظاهرات شعبية وإدانات رسمية وتحركات دبلوماسية على أكثر من صعيد لوقف عمليات تقتيل الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم والنساء بدم بارد وأمام مرأى العالم.
** تونس.. تحرك برلماني وشعبي كثيف
التحرك الشعبي والدبلوماسي التونسي لدعم الفلسطينيين كان لافتا، خاصة وأن البلاد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي عن المنطقة العربية، مما أتاح لها تنشيط دبلوماسيتها بشكل أوسع رغم اصطدامها بالفيتو الأمريكي، الذي يعطي ضوء أخضر لتل أبيب لمواصلة قتل الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم والنساء.
فالأربعاء، تظاهر آلاف التونسيين أمام البرلمان رافعين الأعلام الفلسطينية، مطالبين النواب "بالمصادقة على مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل".
ورغم أن الكتل البرلمانية لا تكاد تتفق على ملف واحد، إلا أن القضية الفلسطينية وحدت جميع العائلات السياسية حولها.
وأصدر مجلس النواب، الثلاثاء، بيانا شديد اللهجة، عبر فيه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد "العدوان الغاشـم للكيان الصهيوني المغتصب ضد الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والـضفة وداخل الأراضي المحتلة سنة 1948، وما رافقه من تدمير وتهجير وتهويد وأعمال إرهابية وحشية وعنصرية استهدفت المدنيين الفلسطينيين العزل".
الرئيس قيس سعيد، بدوره دعا في مقابلة صحفية مع قناة "فرنس 24"، مجلس الأمن للعمل "على وقف العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة"، مضيفا "سنواصل جهودنا في هذا الاتجاه.. وعلى الإنسانية كلها أن تضع حدا لمجازر الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ عقود ضد الفلسطينيين".
لكن تحركات رئيس البرلمان راشد الغنوشي كانت كثيفة بشكل مميز خاصة عبر اتصالاته بالعديد من الشخصيات والهيئات دولية، حيث لعب دورا في انعقاد البرلمان العربي بدورة افتراضية، دعا فيها إلى إطلاق حملة تبرعات دولية لدعم الشعب الفلسطيني.
كما اتصل رئيس البرلمان التونسي بنظيره التركي مصطفى شنطوب، الذي وجه له دعوة لزيارة بلاده، واتفقا على توجيه دعوة لرؤساء برلمانات البلدان الاسلامية لعقد لقاء حول القضية الفلسطينية، بحسب الصفحة الرسمية للغنوشي على "فيسبوك".
وتواصلت هذه الاتصالات مع عدة شخصيات أخرى على غرار محمد قريشي نيّاس، أمين عام اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك مع شخصيات فلسطينية بينها السفير الفلسطيني لدى تونس هائل الفاهوم، والقياديين في حركة حماس؛ إسماعيل هنية وخالد مشعل.
وامتدت المبادرات الداعمة للشعب الفلسطيني لتمس عدة هيئات ومنظمات تونسية على غرار اتحاد الأطباء الشبان واتحاد المحامين واتحاد الشغل، ممن أبدوا استعدادهم لتقديم الرعاية الصحية للجرحى الفلسطينيين، وطالبوا السلطات بتسهيل إجراءات دخولهم إلى بلادهم.
** الجزائر.. اللجوء للجمعية العامة لتفادي الفيتو الأمريكي
بعد تعطيل الولايات المتحدة صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو على الأقل لوقف القصف الإسرائيلي على أحياء غزة، ركزت الجزائر على الجمعية العامة للأمم المتحدة التي لا تملك فيها واشنطن حق الفيتو.
ودعت الجزائر عن المجموعة العربية وجارتها النيجر عن مجموعة الدول الإسلامية، الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في ما يجري في فلسطين، حيث انعقد الاجتماع الخميس 20 مايو/أيار الجاري.
وكانت الخارجية الجزائرية دعت في 9 مايو، مجلس الأمن الدولي لضرورة التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأدانت الاعتداءات التي وصفتها بـ"العنصرية والمتطرفة" في القدس المحتلة، مستنكرة "المحاولات المتكررة الرامية لشرعنة منطق الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وفرض السيادة على هذه المدينة المقدسة".
كما استذكر الرئيس عبد المجيد تبون، في كلمة له بمناسبة العيد، "تضحيات الشعب الفلسطيني، الذي يقاوم الاحتلال، ويواجه في هذا الظرف استباحة الحرم الطاهر أولى القبلتين بالقدس الشريف".
شعبيا، أطلق قادة أحزاب وجمعيات ونقابات حملة تضامن ودعم للقدس والشعب الفلسطيني، تحت شعار "القدس يدا بيد"، ضد محاولات التهجير والانتهاكات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، في القدس لاسيما المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.
ودعا ناشطون في الحراك الشعبي إلى تخصيص مظاهرات الجمعة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فعادة ما يرفع متظاهرون الأعلام الفلسطينية وحتى المشجعون في الملاعب للتعبير عن تعلقهم بالقضية الفلسطينية وتضامنهم مع شعبها حتى في المناسبات المحلية.
والثلاثاء، أطلق الهلال الأحمر الجزائري، حملة لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني تحت شعار "الجزائر مع فلسطين".
ولا تخفي الجزائر دعمها للمقاومة الفلسطينية، التي تحاول إسرائيل والولايات المتحدة تجريمها، وفي هذا الصدد قال الناطق باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر، "المقاومة حق مشروع تُقره كل الدساتير والمواثيق".
وتحاول تقارير إسرائيلية الربط بين امتلاك حركات المقاومة الفلسطينية لصواريخ "كورنيت" المضادة للدروع، بالجزائر، التي تقوم بتصنيعها برخصة روسية.
وتعد الجزائر أول دولة دعمت الثورة الفلسطينية سياسيا حتى قبل اندلاعها رسميا في أول يناير/كانون الثاني 1965، وزودتها منذ هذا التاريخ "سرا" بأسلحة خفيفة ومتوسطة عبر سوريا، كما فتحت حينها معسكرات تدريب للثوار الفلسطينيين على أراضيها.
** ليبيا.. الجراح الداخلية لم تنسهم آلام فلسطين
لم تمنع الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة التي تعيشها ليبيا من تحرك شعبي ورسمي لدعم القضية الفلسطينية.
واحتشد مواطنون ولأربعة أيام متواصلة في ميادين العاصمة طرابلس وميدان مصراتة (غرب) وغيرها من المدن الرئيسية، للإعراب عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، وفيهم من طالب باستغلال فوضى السلاح في البلاد لإيصاله إلى الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه.
وتم رفع العلم الفلسطيني في ميدان الشهداء بقلب طرابلس، والذي يمثل رمزية خاصة للشعب الليبي.
ودعا 91 نائبا حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، بإطلاق حملة رسمية وشعبية لتقديم الدعم إلى الشعب الفلسطيني، لمجابهة العدوان السافر لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم الدعم للمرابطين في الأراضي الفلسطينية.
من جهته، أدان الدبيبة، الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس وغزة، وشدد على وقوف بلاده دائما إلى جانب "القضية العادلة" للشعب الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي الالتزام بمسؤولياته لإيجاد حل عادل لصالح الفلسطينيين.
وفي جلسة تخص الشأن الليبي، ارتدى طاهر السني، مندوب ليبيا في الأمم المتحدة الكوفية الفلسطينية، وأكد دعم بلاده المطلق "رئاسة وحكومة وشعبا للقضية الفلسطينية وإدانتها لجرائم الكيان المحتل".
** موريتانيا.. البحث عن آلية دولية لحماية الفلسطينيين
وقوعها في أقصى نقطة من الجنوب الغربي للمنطقة المغاربية لم يمنع موريتانيا من إبداء أقصى ما تستطيع من دعم للقضية الفلسطينية وإدانة للاعتداءات الإسرائيلية.
ودعت موريتانيا دول اتحاد المغرب العربي إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية؛ لاتخاذ موقف موحد مما يجري في فلسطين، وضرورة إسهام كل من موقعه في حماية فلسطين مقدسات وشعب وأرض.
واقترح وزير الخارجية الموريتاني، المندوب الأممي السابق إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بإقرار "آلية دولية لحماية الفلسطينيين"، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وعدم استجابة تل أبيب لدعاوى الهدنة التي أطلقتها العديد من القوى العربية والدولية.
كما خرج المئات من المواطنين منذ فجر العيد للتظاهر بالعاصمة نواكشوط دعما للقضية الفلسطينية، ورفضا لعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتتفق أحزاب المعارضة والموالاة على المشاركة صفا واحدا في وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
** المغرب.. وقفات تضامنية رغم التطبيع
تطبيع المملكة المغربية علاقاتها مع إسرائيل، لم يمنع شعبها من الخروج في نحو 50 مدينة للتظاهر تنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية.
وحتى وإن دعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، لهذه المظاهرات، إلا أن عدة أحزاب ومنظمات حقوقية ونقابية استجابت لهذا النداء.
لكن السلطات منعت تظاهرة أكبر، كانت ستنظم الأربعاء، "تجنبا لكل ما من شأنه خرق مقتضيات حالة الطوارئ الصحية" المتعلقة بفيروس كورونا.
رسميا، أرسل المغرب 4 طائرات محملة بـ40 طنا من المساعدات الغذائية والطبية والأغطية إلى قطاع غزة والضفة الغربية عبر مصر والأردن.
وجدد الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، ومساندته "لتحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال في ظل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
فالدول المغاربية مُجمعة في مواقفها على دعم الشعب الفلسطيني رسميا وشعبيا، وإن اختلفت أشكال هذا الدعم.
لا يوجد تعليقات